الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

الخرطوم-السودان-24-02-2021


عززت القوات الإثيوبية وجودها العسكري في مستوطنة “برخت” لإسناد عمليات الحصاد التي تقوم بها جماعات إثيوبية في مناطق سودانية.

وأبلغ مزارعون بالشريط الحدودي،صحيفة “سودان تربيون”،أمس الثلاثاء، إن المليشيات الإثيوبية توغلت مرة أخرى في مساحات استردها الجيش السوداني بالقشقة الكبرى وعمدت الى إطلاق زخات من الرصاص الكثيف ما اثار حالة من الرعب الشديد وسط المزارعين.

وأفادوا بأن المليشيات الإثيوبية توغلت هذه المرة وبرفقتها مزارعون من قوميتي الأمهرة والكومنت طردوا العمال والمزارعين السودانيين بإطلاق الأعيرة النارية والذخيرة المضيئة في الهواء.

ونهب المهاجمون ألف جوال من الذرة، حصدها سودانيين في وقت سابق في مشروع “الكردية” بمنطقة الفشقة الكبرى.

وكان الجيش السوداني قد بدأ منذ نوفمبر 2020، إعادة انتشاره في مناطق الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، وقال لاحقًا إنه استرد 90% من المساحات التي كانت تحتلها قوات ومليشيات إثيوبية طوال 26 عامًا .

وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف “الاستيلاء على الموارد”، وفق تقارير سودانية.

وارتفع عدد اللاجئين الإثيوبيين الواصلين إلى شرقي السودان إلى أكثر من 52 ألفا، حسبما أعلنت السلطات السودانية مؤخرا.

وشهد إقليم تجراي الاثيوبي اندلاع اشتباكات مسلحة بين الجيش الإثيوبي الفيدرالي و”الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي” منذ 4 نوفمبر الماضي، قبل أن تعلن أديس أبابا في 28 من الشهر ذاته انتهاء العملية بنجاح بالسيطرة على كامل الإقليم وعاصمته.

وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف “الاستيلاء على الموارد”، وفق تقارير سودانية.

وجددت إثيوبيا، أمس الثلاثاء، مطالبتها السودان بسحب جيشه من مناطق سيطر عليها منذ 6 نوفمبرالماضي، من أجل إنهاء النزاع الحدودي عبر الحوار دون الصراع، وهو ما رفضته الخرطوم، مجددة موقفها بعدم الدخول في حوار مع أديس أبابا “إلا إذا نفذت الأخيرة انسحابا تاما من الأراضي السودانية”.

وسبق أن أعلن السودان أن جيشه سيطر على أراضي بلاده كاملة في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا، والتي كانت تودد فيها “مليشيات إثيوبية”.

وتصاعدت وتيرة التصريحات بين السودان واثيوبيا ما ينذر بالمواجهة على الحدود بينهما، وتتأزم علاقتهما بسبب ملف سد النهضة، تتسابق وساطات دولية وإقليمية، نحو نزع فتيل التوتر، وآخرها وساطتا السعودية، والاتحاد الأفريقي.

وجاءت مبادرة الرياض، خلال زيارة قام بها أخيراً للخرطوم، وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية، أحمد قطان، الذي أعلن في تصريحات صحافية، رغبة بلاده وحرصها على السعي لحلحلة ملف سد النهضة، بما يضمن حقوق كل من السودان ومصر وإثيوبيا، لافتا إلى لقاءات سابقة له، بتوجيهات من الملك سلمان بن عبد العزيز، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

وكانت الأزمة بين الخرطوم وأديس أبابا، قد صعّدت عطفاً على عمليات عسكرية للجيش السوداني، لتحرير أراضي منطقة الفشقة الحدودية، بعد أكثر من 25 عاماً من السيطرة الإثيوبية عليها. لكنّ إثيوبيا عدّت تلك العمليات تغولاً على أراضيها، واستغلالاً من جانب السودان لظروف الحرب التي تخوضها الحكومة ضدّ متمردي إقليم تيغراي الشمالي.

كما اتهمت أديس أبابا طرفاً ثالثاً، لم تسمه، بالتورط في التخطيط والتنفيذ والتمويل لزعزعة علاقاتها الأزلية مع السودان.