الخميس. ديسمبر 19th, 2024

كابو ديلغادو-موزمبيق-23-12-2020


قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن ما يقرب من 250 ألف طفل نازح، بسبب الأزمة المتصاعدة في مقاطعة كابو ديلغادو شمالي موزمبيق، معرّضون لخطر الإصابة بأمراض مميتة مع حلول موسم الأمطار.

وأعربت منظمة اليونيسف عن قلقها بشكل خاص بسبب الإفتقار إلى المياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي والنظافة غير الكافية لتلبية الإحتياجات المتنامية للأطفال والعائلات في مراكز الإقامة المؤقتة والمكتظة في المجتمعات المضيفة.

وذكرت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، أنه”في أقل من عامين، واجه الأطفال والأسر في مقاطعة كابو ديلغادو إعصارا مدمرا وفيضانات وجفافا ونزاعا وصعوبات اجتماعية واقتصادية مرتبطة بجائحة كورونا”.

وقد ساهمت الكوارث والنزاعات المتعلقة بالمناخ على مدى العامين الماضيين في انعدام الأمن الغذائي والجوع في جميع أنحاء كابو ديلغادو، حيث يعاني طفلان من بين كل خمسة من سوء التغذية الحادّ الوخيم بين السكان النازحين.
وأشارت منظمة اليونيسف إلى أن الأطفال النازحين الذين فقدوا الإتصال بأسرهم أو تعرّضوا للعنف الجسدي والنفسي معرّضون للخطر بشكل خاص.

وأشارت إلى أن الكثير من الأطفال الذين كانوا شاهدين على وحشية شديدة – أو تعرّضوا هم أنفسهم لها – والأطفال الذين فقدوا أفرادا من أسرتهم بالقتل الوحشي أو الإختطاف، أولئك يحتاجون إلى الحماية الشاملة، بما في ذلك الدعم النفسي والإجتماعي بعد التعرّض لمثل هذه الصدمات.

وأمنيا، ينشر جهاديون الرعب والفوضى في كابو ديلغادو منذ ثلاث سنوات. وعاثوا الخراب في قرى وبلدات في إطار مساعيهم لتأسيس “خلافة”، ونشروا الرعب بين المواطنين. 

ويعرف المتشددون محليا باسم الشباب، رغم عدم وجود صلات معروفة تربطهم بالجماعة التي تحمل الاسم نفسه وتنشط في الصومال.

وكانت أعمال العنف وهجمات المتطرفين قد أودت بحياة أكثر من 2000 شخص منذ 2017، أكثر من نصفهم مدنيون ، إضافة إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص ولجوئهم إلى بلدات ومدن مجاورة

ويشار إلى إن قادة دول جنوب أفريقيا كانوا قد اجتمعوا منذ أسبوعين تحت رعاية مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية (سادك) وعبّروا عن قلقهم حيال الأعمال الإرهابية في المنطقة ولا سيما في مقاطعة كابو ديلغادو.

وبحسب نشرة “مؤشر الإرهاب العالمي” التي نشرت في نوفمبر الماضي فقد نقل داعش “مركز ثقله” من منطقة الشرق الأوسط إلى القارة الأفريقية وإلى جنوب القارة الأسيوية بدرجة اقل، حيث شهدت منطقة الساحل هذا العام زيادة في أعمال القتل بنسبة 67 في المائة مقارنة بالعام الفائت، وقد شهد الموزمبيق نصيبا من الأعمال الإرهابية.

وعانت موزمبيق من الفقر المدقع لعقود بسبب الهيمنة البرتغالية الطويلة التي سيطرت على موارد البلاد، وبعدها فجّرت الحرب الأهلية الدامية بين مقاتلي الاستقلال ‏السابقين لفريليمو ـ الحزب الحاكم حاليا ـ وقوات المتمردين المعرفة باسم رينامو، بدعم جزئي من جنوب إفريقيا، التي انتهت باتفاقية سلام برعاية الأمم المتحدة عام ‏‏1992، وضعت حدًا للقتال الدائر بين الطرفين.‏

وتبقى موزمبيق، “كعكة” شهية للأطماع الدولية، وهو ما يفسر استمرار ‏عمل الشركات الأجنبية المختلفة في مناطق اكتشاف الغاز الطبيعي، في ظهور متزامن للجماعات المتشددة التي أصبحت تهاجم كل ‏مناطق البحث عن الطاقة التي تعمل بها شركات أجنبية، بأعلى مستوى من التنظيم، ما يدعو للغرابة والريبة.‏