الأثنين. أبريل 29th, 2024

جنوب افريقيا-13-1-2021


تحدثت وسائل إعلام جزائرية عن زيارة الخارجية ، صبري بوقادوم، منذ الاثنين، جمهورية جنوب إفريقيا ليومين لبحث التعاون الثنائي، وما تعلق منه بالأوضاع الإقليمية في إفريقيا، والدولية على حد سواء.

وأفادت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، ان بوقادوم سيُجري “لقاءات مع نظيرته الجنوب إفريقية، ناليدي باندور، كما سيُستقبل من قبل السلطات العليا لهذا البلد الصديق، بهدف إجراء تقييم معمق للتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية”.

وقالت ان ذبك ضمن ذلك “تبادل الآراء والتحليلات في إطار تقاليد التشاور القائمة بين البلدين حول مختلف المسائل المتعلقة بالسلم والأمن في إفريقيا والعالم”، يضيف البيان، فضلا عن “تعزيز التنسيق حول المسائل الهامة المرتبطة بالمواضيع السياسية والأمنية داخل المنظمات الإقليمية والدولية”.


ويتوقّع مراقبون أن يكون ملف الصحراء الغربية ضمن المحادثات بين الطرفين الجزائري والجنوب إفريقي على ضوء مستجداته الأخيرة التي طغت عليها زيارة ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى الجزائر ثم إلى المغرب، حيث زار أيضا الصحراء الغربية، في موقف غير مسبوق من طرف واشنطن يلقى انتقادا شديدا من طرف جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) مثلما لا يثير ارتياح الجزائر التي تدعمها.

وكانت واشنطن قد تحدّثت عن إطلاقها رسميا، الأحد، مسارا يرمي إلى فتح قنصلية لها في الصحراء الغربية، آخر المستعمرات الإفريقية السابقة التي لم يتم حسم مصيرها والمتنازع عليها.

وقالت قناة الحرة الأمريكية بأنه “حتى اللحظات الأخيرة، أوحى الدبلوماسيون المغاربة والأميركيون أن المراسم المقامة في مدينة الداخلة الساحلية في جنوب الصحراء الغربية، هي لافتتاح ممثلية أمريكية مؤقتة في المنطقة” بمقتضى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بـ “مغربية” الصحراء الغربية و”سيادة” الرباط عليها.

واضافت “الحرة”،ان الزيارة الأمريكية إلى مدينة الداخلة على الساحل الأطلسي لهذا الإقليم المتنازع عليه، الأحد الماضي، انتهت بتصريح ديفيد فيشر السفير الأمريكي في الرباط بأن عملية فتح ممثلية دبلوماسية أمريكية بالمنطقة “ستستغرق أشهرا”.

وكان مراقبون قد تحدثوا إن الدبلوماسية الجزائرية قد عدّلت بوصلتها على جنوب أفريقيا، في محاولة لحشد الدعم الأفريقي ،خاصة بعد اعلان واشنطن سيادة المغرب على الصحراء الغربية.

ويعتبر هؤلاء أن هذه خطوة الزيارة كانت متوقعة لتعزيز التمثيليات الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية في إطار “دبلوماسية القنصليات” التي يتبناها العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وتترجم الزيارة وفق خبراء سعي الجزائر إلى تجنيد العديد من المواقف على مستوى القارة من أجل التصدّي للانتصارات الدبلوماسية، التي حققها المغرب بخصوص ملف الصحراء.

ويرى الصحفي المغربي،محمد ماموني العلوي، إنّ الجزائر تراهن على دعم جنوب أفريقيا في ملف الصحراء بشكل خاص باستحضار “الروابط التاريخية والأخوية بين البلدين، والتي توطدت خلال فترة النضال من أجل التحرير ضد الاستعمار والفصل العنصري، عندما دعمت الجزائر ودرّبت كوادر حركات التحرير بما في ذلك الرئيس الراحل نيلسون مانديلا”

من جانبه، أعرب الرئيس الجنوب الافريقي رامافوزا عن “ارتياحه لجودة الأواصر التاريخية والمتميزة للتضامن والصداقة والدعم المتبادل التي لا طالما طبعت العلاقات بين الشعبين الشقيقين”.

كما أعرب الرئيس الجنوب الافريقي عن “ارادته في العمل مع شقيقه، السيد عبد المجيد تبون، على تطوير التعاون الثنائي في أبعاده السياسية و الأمنية والاقتصادية والثقافية، لأجل استغلال أمثل للفرص المتاحة في البلدين”.

وتعدّ جنوب إفريقيا أهم حليف للجزائر في القارة السمراء، خاصة في ملف دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وكانت بريتوريا خلال رئاستها الدورية لمجلس الأمن، الشهر الماضي، وراء إحباط محاولات من المغرب وفرنسا، لإسقاط قضية الصحراء الغربية من جدول أعماله.