السبت. نوفمبر 16th, 2024

تونس-30-7-2021


أبدى رئيس حركة”النهضة”،راشد الغنوشي أمس الخميس |استعداد حركته لـ”أي تنازلات من أجل إعادة الديمقراطية” في تونس.

وقال الغنوشي في مقابلة مع “وكالة الأنباء الفرنسية:” إن لم يكن هناك اتفاق حول الحكومة القادمة،سندعو الشارع إلى الدفاع عن ديمقراطيته”.

كما ردد الغنوشي، في مقابلة مع صحيفة (كورييري ديلا سيرا) الايطالية، نفس الإسطوانة المشروخة بأن الرئيس قيس سعيد، نفّذ “انقلابا على الدستور” ، وأن أي رئيس وزراء يسميه يجب أن ينال الشرعية من البرلمان الحالي، وقال: “ليس من المستبعد حدوث أعمال عنف”

وحاول الغنوشي اللعب على عنصر تخويف الأوروبيين وخاصة الإيطاليين واستدرار عطفهم، من تداعيات دخول تونس في دوامة الفوضى والعنف على إيطاليا وأوروبا، وقال:”
وقال:”إذا لم يتم استعادة الديمقراطية في تونس فسوف ننزلق بسرعة إلى الفوضى ويمكن للإرهاب أن ينمو، زاعما أن أكثر من 500 ألف مهاجر تونسي يمكن أن يحاولوا الوصول إلى السواحل الإيطالية في وقت قصير جدا”..

كلام ليس مستغربا أو غريبا عن منطق جماعة “الإخوان” التي تأسست على التقية والإنتهازية والتخويف..
كلام يحمل في طياته عقلية التسلط وينضح بنزعة العنف وهو مايكشفه الغنوشي حين يقول””ليس من المستبعد حدوث أعمال عنف”،وهوعنف جُبلت عليه جماعة”الإسلام السياسي” منذ البداية بالقتل وماء الفرق!

ثم عن أي شارع بتحدث الغنوشي ليلجأ إليه وهو الذي شاهد جموع الشعب تملأ الشوارع والساحات من شمال البلاد إلى جنوبها رفضا لجماعة”الإخوان”؟ وهل هؤلاء الغاضبون ليسوا تونسيين؟
أليس غضب الجماهير الذي انصب على مقرات حركته استفتاءً شعبيا جليا على مدى التذمر من سياسات”النهضة” وسطوها على مقدرات الشعب؟

وأي ديمقراطية يتحدث عنها مريدو”الخلافة الإسلامية ” الذين لايؤمنون بأي شكل من أشكال الديمقراطية حتى تلك التي آوتهم واحتضنتهم في الغرب؟ وأي أخلاق ديمقراطية تلك التي تبيح العنف وإقامة التنظيمات السرية داخل دولة قائمة ذات سيادة؟!

وعن أي ثورة يتحدثون وهم الذين لم يشاركوا فيها أصلا بل ظلوا في الغرب حتى استقرت الأوضاع
ليركبوا موجتها ويحولوا بوصلتها نحو الباب العالي بعيدا عن هموم التونسيين ومشاكلهم؟!

وأي برلمان هذا الذي يتباكى عليه الغنوشي والعالم كله شاهد على مهازله وصراعاته وانحدار المستوى الأخلاقي في التعامل مع قضايا الشعب، وهو البرلمان الذي أتت به رياح الخطاب المخادع والمال السياسي الفاسد؟

والأهم من ذلك، أليس الشعب هو مصدر الشرعية في كل مسار،في حين تجمعت لديه بعد سنوات الغبن والتسلط والفقر كل عوامل الغضب ليهب ويسحب الثقة من الذين خدعوه؟

وعن أي حكومات يدافع الغنوشي وهو الذي يدرك قبل غيره أنها مطيعة ذليلة تأتمر بأمره في استهتار كامل بالمسؤولية وإهمال لمطالب الشعب؟