الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

طرابلس-ليبيا-25-11-2020


إقتحمت عناصر تابعة لإحدى المليشيات الإرهابية المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية وطوّقت المكان بآلياتها الثقيلة. 

وأفادت مصادر أن عناصر ميليشيا مسلحة بطرابلس (لم تعرف هويتها بعد)إقتحمت مقر المؤسسة الوطنية للنفط، مشيرة إلى سماع أصوات إطلاق نار في المكان.

وجاءت الأحداث بعد تصاعد الخلافات وتبادل الاتهامات بين محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله.

ووصل الصراع ذروته بعد إعلان المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا الأحد الماضي أنها ستعلّق توريد إيرادات النفط إلى المصرف المركزي بطرابلس، مطالبة بكشف مصير وآلية صرف 186 مليار دولار، حصيلة تفاصيل الإيرادات النفطية خلال السنوات التسع السابقة وعن الجهات التي استفادت منها.

وشدّدت مؤسسة النفط على أنها بصدد التعاقد مع إحدى الشركات العالمية للمراجعة والتدقيق المالي لأنظمتها المالية، داعية إلى الوصول إلى تسوية سياسية شاملة والتي من أهم مخرجاتها الاستخدام العادل للإيرادات بين كل مدن وقرى ليبيا.

وكان الجيش الوطني الليبي قد طالب بوضع آلية واضحة وشفّافة تضمن التوزيع العادل لعوائد النفط على كل الشعب والأقاليم وعدم ذهابها لدعم المليشيات المسلحة والمرتزقة السوريين.

كما دعا إلى “فتح حساب خاص بإحدى الدول تودع به عوائد النفط مع آلية واضحة للتوزيع العادل لهذه العوائد، على كافة الشعب الليبي بكل مدن وأقاليم البلاد وبضمانات دولية، وضرورة مراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي بطرابلس لمعرفة كيف وأين أنفقت عوائد النفط طيلة السنوات الماضية والتي حرم الشعب من الاستفادة منها ومحاسبة من تسبب في إهدارها وإنفاقها في غير محلها”.

ويذكر إن هذه المطالب وضعها الجيش الليبي كشرط لاستئناف صادرات النفط، كشفت صحتها، البيانات المتبادلة والاتهامات بين مؤسسة النفط ومصرف ليبيا المركزي بطرابلس.

والمعلوم إن إنتاج ليبيا من النفط الخام يتجاوز مليونًا و250 ألف برميل يوميا للمرة الأولى منذ 2014 بعد أقل من شهرين على إعلان الجيش الليبي استئناف التصدير.

ويشار إلى إن جماعة الإخوان الليبية والمليشيات الداعمة لها ترفض رفضا قطعيا وضع رقابة على أموال النفط، وهو ما يعوق تمويلهم لأنشطتهم الإرهابية المشبوهة.

من جانبها ، عبّرت واشنطن عن غضبها من الهجوم الذي شنّته الميلشيات المسلحة، على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس.


وأفادت السفارة الأمريكية في ليبيا، في بيان لها ،إن “محاولات المليشيات المسلحة أو الفصائل السياسية أو غيرها من المؤسسات الضغط على موظفي المؤسسة الوطنية للنفط أو إعاقة إدارة قطاع الطاقة في البلاد يتناقض تماما مع تطلعات الليبيين إلى مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا”.

وجدّدت السفارة الأمريكية دعم الولايات المتحدة للمؤسسة الوطنية للنفط لاستمرارعملها ولضمان إنتاج النفط في البلاد بدون عائق.

وجاءت كل هذه التطورات في ظلّ مساعي أممية ودولية، إلى توحيد عمل المؤسسات المالية والاقتصادية للحدّ من الأزمات الخانقة التي تعاني منها البلاد، وذلك عبر المفاوضات الجارية بينهما بدعم إقليمي ودولي.

ويرى مراقبون أن الصراع بين المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي بشأن الإيرادات النفطية سوف يعقد الوضع الاقتصادي،ودعوا إلى ضرورة تدخل ديوان المحاسبة كجهة رقابية مالية للفصل في حقيقة ادعاءات الطرفين، ما ترفضه جماعة الإخوان.

ويقع مقر كل من المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي في طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني غير الشرعية والمنتهية منذ عامين.

وحسب أحدث بيانات رسمية، بلغ إنتاج ليبيا من النفط 1.250 مليون برميل يوميا، ويأتي ذلك بعد توقف النفط إنتاجا وتصديرا خلال الستة أشهر الماضية، ما تسبب في خسائر باهظة للقطاع.

وسيطر قطاع النفط منذ ستينيات القرن الماضي على الأنشطة الاقتصادية التقليدية في ليبيا، حتى أصبح المصدر الرئيسي للدخل القومي في البلاد، إذ يوفر نحو 95% من الإيرادات المالية، حسب بيانات رسمية.