الأحد. ديسمبر 22nd, 2024

26-09-2023

بدأت الأضرار الكارثية للملء الرابع لسد النهضة، والذي أعلنت إثيوبيا انتهاءه قبل أيام تظهر وتتكشف في كل مصر والسودان.

كما أن أضرار الملء الرابع بدأت تظهر جليا في السودان، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية انخفاضا كبيرا في مياه النيل الأزرق، وجفاف المناطق المحيطة به مقارنة بالسنوات السابقة لأول مرة.

 وبالتالي يكون فيضان النيل الأزرق قد انتهى إلى الأبد بسبب سد النهضة، والذي سوف يحجز مياه الفيضان في إثيوبيا في السنوات القادمة أيضا.

ومن أهم نتائج انتهاء فيضان النيل الأزرق هو إجبار المزارعين السودانيين على تغيير نظام الزراعة الفيضية إلى الزراعة المروية، وإنشاء قنوات ري ومحطات رفع للمياه واستخدام أسمدة لتعويض فقدان الطمي في بحيرة سد النهضة، وهذا سيزيد من التكاليف الزراعية والعبء على المزارعين وهذا ما سؤدي الى انخفاض الإنتاج الفلاحي وتهديدا للأمن الغذائي في المنطقة.

والكارثة الكبرى هي أن حجم التخزين الرابع قد تمّ في عام واحد تخزين 24 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل نحو 130% من حصة السودان، و45% من حصة مصر، ورغم مرور المياه الآن أعلى الممر الأوسط بمعدل 300 مليون م3 يوميا فإن هذا القدر غير كاف لتعويض ملايين المزارعين في السودان الذين ضاع على معظمهم الموسم الزراعي هذا العام، حيث ساد الجفاف وانتشر على الجروف والمناطق المحيطة بالنيل الأزرق.

كما أنه قد تزامن الملء الرابع مع انخفاض هطول الأمطار هذا العام على معظم أنحاء السودان، ما زاد من معاناة السكان والمزراعين وهذا ما لم تراعيه أثيوبيا.

وبالنسبة لمصرفأنه قد أدى الملء الرابع للسد الإثيوبي إلى فقدان أولي قدره 24 مليار م3 من الإيراد السنوى، على أن يعود إليها جزء من هذه المياه بعد تشغيل التوربينات على سد النهضة، كما أن الجزء المسترد من المياه يقدر بنحو 12 مليار متر ما يعني أن مصر فقدت أوليا 24 مليار متر مكعب وبعد عودة 12 مليار متر مكعب سيكون قد فقدت المتبقي وهو 12 مليار متر مكعب.

يشار إلى أن وزارة الموارد المائية المصرية كانت قد أعلنت أول أمس الأحد عن انطلاق جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بالقاهرة الشهر المقبل، وذلك بعد فشل جولتي التفاوض الأولى في القاهرة والثانية في أديس أبابا.

والمشار إليه أن إثيوبيا وخلال المفاوضات التي عقدت في أديس أبابا وانتهت أمس تراجعت بشكل واضح عن عدد من التوافقات التي تم التوصل إليها في اللقاء السابق في القاهرة الشهر الماضي، وهي إتفاقيات فنية بحثة وفوجئ الجميع بأن إثيوبيا تطلب تعديلها رغم أنها من اقترحتها.

وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري خلال إلقائه بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت الماضي إن مصر تواجه ندرة مائية حادة، والعجز السنوي يزيد عن 50% من احتياجات مصر المائية، مما يضطرها إلى إعادة استخدام المياه لعدة مرات.

وتابع الوزير المصري قائلا: ليس هناك مجال للاعتقاد الخاطئ بإمكانية فرض الأمر الواقع عندما يتصل الأمر بحياة ما يزيد عن 100 مليون مصري، ومؤكدا أنه وبسبب الندرة المائية الحادة التي تواجهها مصر، واعتمادها بصورة أساسية على نهر النيل لهذا الغرض، يجعلها عُرضة للتأثر بأي استخدام غير مستدام لمياه النهر.