السبت. مايو 4th, 2024

اعتبر عضو حزب التجديد الديمقراطي والجمهوري في النيجر، عمر مختار الأنصاري، أن انسحاب فرنسا من البلاد يعد انتصارا للشعب النيجري الذي يطالب بهذه الخطوة منذ شهرين وخرج في تظاهرات عديدة من أجل ذلك.

ولفت السياسي النيجري إلى أن الغريب هو تصريحات الرئيس الفرنسي بأن قرار الانسحاب جاء برغبة فرنسية أحادية، ولكن في الواقع هو بسبب ضغط السلطات النيجرية والشعب النيجري لكون فرنسا غير مرغوب فيها داخل البلاد.

وأرجع عدم تحديد ماكرون موعدا محددا لسحب القوات من النيجر، إلى إغلاق المجال الجوي وتهيئة الظروف لنقل القواعد الثلاثة إلى بلد آخر لأنها لن تعود كلها إلى باريس، وسوف تتجه إلى بلدان أفريقية مجاورة.

وبيّن أن الوجود العسكري الفرنسي منذ 2013 مع الرئيس المعزول محمد بازوم، كان في إطار ثقافي واقتصادي وغير عسكري، ولكن التطلعات العسكرية والأمنية من خلال شماعة محاربة الإرهاب أدت إلى ما وصلت إليه الأوضاع في المنطقة.

وقال الأنصاري:

“لا أرى أن إنهاء تعاون فرنسا العسكري أو طردها عسكريا أو دبلوماسيا يعني إنهاء للعلاقة معها”، مضيفا أن “النيجر تطالب أي دولة بأن تحترم سيادتنا، وحينها يمكن لها التعاون في كل الأصعدة مع سلطات البلد”، مؤكدا أنه “لا توجد مشكلة سوى في اللهجة الاستعمارية فقط”.

وذكر أن المجلس العسكري يشعر بنشوة الانتصار بعد انسحاب فرنسا من البلاد، ولكن “هناك تحديات أمام السلطات الحاكمة والشعب النيجري”، لأنه “ليس من السهل أن ترمي فرنسا خلف ظهرها كل ما قدمته للبلاد من استثمارات، لذلك “على النيجر أن تعلم أن المعركة بدأت الآن”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن عن عودة سفير بلاده في النيجر وكذلك انسحاب القوات من النيجر خلال العام الحالي، وذلك بعد شهرين من طلب السلطات العسكرية الجديدة في البلاد من باريس اتخاذ هذه الخطوة.

ترحيب النيجيري والمجلس العسكري باعلان فرنسا الإنسحاب

من جهته، رحب المجلس العسكري في النيجر، بإعلان فرنسا سحب قواتها من البلاد، معتبرا أنها خطوة جديدة باتجاه السيادة.

أكد المجلس العسكري في النيجر، ليلة الأحد 24 سبتمبر 2023، أن خروج القوات الفرنسية وسحب السفير الفرنسي من الأراضي النيجرية يمثل لحظة تاريخية في النيجر.

وقال المجلس العسكري في بيان: “اليوم نحتفل بحقبة جديدة في مسار سيادة النيجر، حيث تم الإعلان عن مغادرة السفير الفرنسي والقوات الفرنسية قبل نهاية العام“.

واعتبر المجلس العسكري أن انسحاب فرنسا من النيجر يؤكد تصميم وإرادة شعب النيجر، ويمثل لحظة تاريخية للبلاد.

وأضاف المجلس العسكري أن “كل من يهدد مصالح وإرادة البلاد يجب أن يغادر بلدنا سواء كان ذلك بإرادتهم أم لا”.

مشددا على أن “القوات الإمبريالية والاستعمارية الجديدة غير مرحب بها على أراضي النيجر“.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، إنهاء التعاون العسكري مع النيجر.

وأكد ماكرون أن “فرنسا قررت إعادة السفير الفرنسي في نيامي إلى باريس الأسبوع المقبل، ومغادرة القوات الفرنسية، نهاية العام”. مشيرا إلى أن “النيجر لم تعد دولة ترغب في محاربة الإرهاب”.

أعلنت هيئة الطيران المدني في النيجر، في وقت سابق اليوم الإثنين، منع الطائرات الفرنسية من عبور مجال البلاد الجوي.

كان المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر، أمادو عبد الرحمن، قد أعلن يوم السبت 23 سبتمبر 2023، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمشاركة فرنسا، منع ممثلي النيجر من المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال عبد الرحمن:

الأمين العام للأمم المتحدة، بتواطؤ مع فرنسا ورؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، لم ينفذ مهمته من خلال منع النيجر من المشاركة في الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأدان العسكريون الذين يتولون السلطة في النيجر، بشدة قرار الأمين العام للأمم المتحدة، ووصفوه بأنه تدخل في الشؤون الداخلية للدولة.

في شهر جويلية الماضي، شهدت النيجر انقلابًا عسكريًا ضد الرئيس محمد بازوم، ما أدى إلى عزله وتولي المجلس العسكري السلطة في البلاد، وإعلان فترة انتقالية تستمر لمدة 3 سنوات.

وعلى الرغم من التهديدات المتكررة من جانب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بشن عمل عسكري لاستعادة الرئيس بازوم واستعادة النظام الديمقراطي في النيجر، إلا أنها لم تتخذ أي خطوات عملية حتى الآن للتدخل في الشأن النيجري عسكريًا.

وجدير بالذكر أن كل من مالي وبوركينا فاسو أعلنتا دعمهما للمجلس العسكري في نيامي، ما يزيد من تعقيد أي تدخل محتمل لمنظمة “إيكواس”.