الأربعاء. ديسمبر 25th, 2024

الخرطوم-السودان-27-4-2023

تسبب فرار عدد من رموز وقيادات النظام السوداني السابق برفقة متطرفين ومجرمين آخرين في إرباك أوراق الجنرال عبد الفتاح البرهان وداعميه في الداخل والخارج، حيث كان ينظر إليه كرمز للمؤسسة العسكرية المنضبطة والمسؤولة عن الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها، ولا علاقة له بفلول النظام السابق.
وبدا الهروب الكبير من سجن كوبر لأحمد هارون وقيادات أخرى من جماعة “الاخوان” رسالة تعزز مصداقية خطاب قائد قوات الدعم السريع حميدتي الذي حذر قبل اندلاع القتال من وجود ضباط كبار في الجيش لا زالوا يدينون بالولاء لنظام البشير.

وأذاع هارون عقب فراره من السجن، خطابا مسجلا احتوى على الكثير من المعاني التي تؤكد دعمه للجيش وإدانته لقوات الدعم السريع التي وصفها بـ”المتمردة”، وأكد عزم المؤيدين للبشير على خوض المعركة إلى جانب الجيش، وقدرتهم على توفير الحماية لأنفسهم.
وأدرك السودانيون بعد فرار قيادات النظام السابق أن مشكلتهم مع الجيش وأن البشير وجنرالاته موجودون وفاعلون ولا فرق بينهم سواء أكانوا مساجين أم سجانين.
ويقول مراقبون إن خطاب أحمد هارون أشبه بإعلان سياسي أول ستتلوه بيانات أخرى، وجاء كإشارة إلى مشاركة الفلول في المعركة صراحة، والتخلي عن التدثر بأيّ غطاء سياسي وعسكري، فحدوث فوضى كاملة سوف يصب في مصلحة مناصري البشير، على أمل أن تعيدهم إلى الواجهة، والأخطر أن أسلحتهم التي احتفظوا بها وظلت خفية قد تظهر قريبا.
وكان نظام البشير قد كوّن ما سمّي بقوات الدفاع الشعبي لحمايته، وبقيت هذه القوات بعيدة عن الأعين.
وقالت الشرطة السودانية إن مسلحين شبه عسكريين اقتحموا خمسة سجون في مطلع الأسبوع وقتلوا عدة حراس وفتحوا البوابات، بينما ألقت قوات الدعم السريع باللوم على السلطات في السماح لهارون وآخرين بالخروج.
ويضيف المراقبون أن تبادل الاتهامات بين الجانبين حول المتسبب في عملية الهروب يكشف إلى أيّ مدى وصل التخبط في صفوف الجيش، لأن تنصله من هروب قيادات خطرة عملت إلى جوار البشير بحجة أن وزارة الداخلية هي من تشرف على السجون لن يعفي قائده البرهان، والذي لا يزال رئيسا لمجلس السيادة، أي رئيس الدولة والمسؤول الفعلي عن تعيين الوزراء ومن بينهم وزير الداخلية.
ويثير فرار عدد من قيادات النظام السابق علامات استفهام كبيرة حول حقيقة العلاقة بينهم والجنرال البرهان، والذي درج على نفي أي علاقة بهم، ويدعم الهروب الكبير لهؤلاء صحة معلومات رددتها قوات الدعم السريع بشأن أن تحركها جاء لمنع حدوث انقلاب عسكري جديد يعيد فلول البشير إلى السلطة.