الدوحة: قطر: 15-03-2022
انطلقت، الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم في التشاد وعدد من الجماعات المتمرّدة.
ووفق ما أعلنت عنه مجموعات معارضة، وبعيد، انتهاء الكلمات الافتتاحية التي دعا فيها رئيس وزراء البلاد ورئيس المفوضية الإفريقية إلى تقديم تنازلات، تمّ تعليق المحادثات 48 ساعة بسبب الخلاف حول آليتها.
وكان من المقرّر البدء في هذه المفاوضات في الـ 27 من فبراير الفائت، لكن تمّ تأجيل الحوار التمهيدي في الدوحة، الذي يتم العمل عليه منذ أشهر، إلى 13 مارس.
ومن جهته، أعلن محمد إدريس ديبي، الذي نصّب رئيسا للجمهورية بعد مقتل والده في 20 أفريل 2021، عن أن أهمّ أهداف المحادثات هي إقناع الجماعات المسلّحة بالجلوس إلى طاولة “الحوار الوطني الشامل”، المقرّر في 10 مايو مع فصائل المعارضة السياسية والمسلّحة، غير أنّ مصدراً دبلوماسياً قال إنّ محادثات الدوحة قد تستمر لعدّة أسابيع، ما يهدّد بتأخير عقد الحوار الوطني بالتشاد.
وأكّد كلّ من رئيس الوزراء التشادي، ألبرت باهيمي، ورئيس مفوضيّة الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، في افتتاح المحادثات أنّه سيكون من الضروري تقديم ما أسموه بالتنازلات لضمان نجاح المفاوضات.
ووفق ما صرّح به، فقد عضو في فريق الوساطة التشادية تغيّب عن مراسم الافتتاح عدد من المدعوين، الذين بلغ عددهم 84 قيادياً لـ 44 مجموعة مسلّحة، نظراً لعدم تمكّنهم من مغادرة معاقلهم في ليبيا والسودان وعدد من المناطق الأخرى، لعدم حصولهم على وثائق سفرهم في الوقت المناسب.
وتواجه هذه المحادثات عددا من الصعوبات أبرزها رفض جبهة التغيير والوفاق “فاكت”، أحد أبرز أحزاب المعارضة بالتشاد، وعددا من حلفائها المباشرة بمحادثات رسميّة بعد انتهاء الكلمات الافتتاحية.
وقال عيسى أحمد، المتحدّث باسم “فاكت” إنّ: “المعارضة لا تريد التواصل بشكل مباشر مع ممثّلي الحكومة وتطالب بأن تؤدّي قطر دور الوسيط”، في حين قال قادة معارضون آخرون إنّ قطر اقترحت تشكيل لجنة للمحادثات على أن يسمّي كلّ طرف 10 ممثلين له.
ومن جانبهم، طالب المتمرّدون، كشرط مسبق، ردّ ممتلكاتهم المنهوبة وإقرار عفو عامّ والإفراج عن أسرى الحرب، وهو ما بدأ المجلس العسكري بفعله، لكنّه ما زال يستبعد عدداً منهم، خاصّة أعضاء التحالف الأقوى جبهة التغيير والوفاق “فاكت”، المتّهمة بقتل الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو خلال معارك شمال البلاد.
وكان قد تعّهد المجلس العسكري بإجراء انتخابات “حرّة وشفّافة” في التشاد قبل نهاية العام الجاري 2022.