أديس أبابا: إثيوبيا: 01-10-2021
أعربت السلطات في إثيوبيا عن استعدادها لحلّ الخلاف الحدوديّ بين البلدين والمتعلّق بمنطقة الفشقة مع الجارة السودان بطريقة دبلوماسيّة وعن طريق الحلول السياسية، وجاء هذا الإعلان على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، في بيانه إلى الدبلوماسية السياسية والاقتصادية والدبلوماسية المدنية وبناء القدرات.
وقال مفتي، في البيان الصادر بخصوص الوضع الراهن في السودان، إنّ “الخرطوم يجب ألا تسمح بالتدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية”.
تواصل الخلاف الحدودي
و كان الجيش السوداني قد تصدّى لهجوم شنّته القوات الإثيوبية في 16 يوليو الماضي،، على منطقة “جبل طيّارة” شمال شرقي معسكر الأنفال بولاية القضارف شرق السودان.
وتمكّن الجيش السوداني من فرض سيطرته على غالب أراضي منطقة الفشقة التي استولت عليها الميليشيات الإثيوبية منذ العام 1994 وتمركزت في مناطق مثل جبل أبو طيور.
وتمكّنت القوات المسلحة السودانية وقوات الاحتياطي بالفرقة الثانية مشاة من التصدّي للقوات الإثيوبية، التي نفّذت الهجوم على بعد كيلومترين من منطقة شرق سندي لإسناد المزارعين الإثيوبيين بالفشقة الصغرى لفلاحة الأراضي السودانية.
وتجدر الإشارة إلى أنّه منذ شهر نوفمبر الماضي، يقود الجيش السوداني حملات عسكرية لإعادة أراض استغلتها الميليشيّات الإثيوبية في الزراعة لعقود بعد طرد أصحابها من المزارعين السودانيين بقوة السلاح.
وأسفرت هذه العمليات العسكريّة إلى توتّر ملحوظ في العلاقات بين السودان وإثيوبيا التي ترفض تحركات القوات السودانية على الحدود وتعتبرها اعتداء مباشر على مواطنيها بينما تقول الخرطوم إن القوات السودانية تعيد الانتشار داخل حدودها كحقّ مكفول.
نزاع قديم
وتقع منطقة الفشقة في ولاية القضارف شرقي السودان، وهي عبارة على أراض سودانيّة تحتلّها ميليشيات تابعة للدولة الإثيوبية، حيث تسيطر على أكثر من حوالي مليون فدان؛ الأمر الذي أدّى إلى احتدام النزاع بين البلدين، وتعود تفاصيل هذا النزاع إلى تاريخ كبير على الحدود السودانية الإثيوبية بينهما، إذ لا يعتبر الخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا قائمًا حول صحة تبعيّة منطقة الفشقة إلى السودان أو إثيوبيا، بل هو صراع قائم على خلفيّة اعتداء ميليشيات إثيوبية على هذه المنطقة تبعًا للعلاقة المزارعين السودانيين بالمزارعين الإثيوبيين المعروفة، حيث تمتاز منطقة الفشقة بمناطق زراعية خصبة جدًا، ممّا جعلها مطمعًا للمزارعين الإثيوبيين وتعمّدوا الشروع في زراعة هذه الأراضي.