الخميس. ديسمبر 19th, 2024

بورتريه-ثرية الريماني-24-8-2021

حظيت القارة السمراء بالعديد من الزعماء الإفريقيين الذين ناضلوا ضد الإستعمار بمختلف أشكاله، وقادوا بلدانهم نحو التحرر من الإستعمار الإمبريالي الأوربي الذي غزى القارة الإفريقية وإستنزاف ثرواتها لفترة طويلة من الزمن، ومن هؤلاء القادة الذين حفروا أسمائهم في قلوب وعقول الأفارقة الزعيم الغاني “كوامي نكروما”، صاحب العينين المليئتين بالحزن والإصرار والتحدي والذي آمن بأن أبناء إفريقيا هم من سينتزعون حريتها ويصنعون مستقبلها المشرق، والذي سعى جاهدا كي تكون بلده غانا مهدا للحرية لإفريقيا بأسرها

يعتبر كوامي نكروما، من أبرز دعاة الوحدة الأفريقية وأول رئيس لغانا المستقلة ، ومن أبرز المناضلين الأفارقة، وهو من الأوائل الذين قاوموا الاستعمار و حاربوا لنحت طريق الاستقلال بغانا.

من القادة الذين عرفتهم القترة الأفريقية بالنضال من أجل الاستقلال الزعيم الغاني كوامي نكروما الذي سعي جاهداً كي تكون بلاده غانا مهداً للوحدة الافريقية.

وُلد في 21 سبتمبر عام1909 ،وتوفي في ابريل 1972، رحل تاركا في رصيده العديد من المؤلفات أبرزها : أتكلم عن الحرية و يجب أن تتحد أفريقيا و الاستعمار الجديد كما له كتاب في السيرة الذاتية بعنوان غانا.

كان نكروما قد نشأ في أسرة بسيطة كادحة، عرف شدة ذكاءه منذ نعومة أظافره، الأمر الذي دفع بوالده إلى توفير نفقات تعليمه والالتحاق بمدارس الارساليات الكاثوليكية.

غانا او شاطئ الذهب كما كانت تسمى، في هذا المكان بدأ نكروما مسيرته النضالية منذ أن كان طالبا، أُعتقل عام 1948 و بعد سنة أسس حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد.

أحكام بالسجن و سلسلة من الاضرابات و اعتقالات تماما كالتي في اوائل الخمسينيات، لم تذهب كل الجهود سدى، فقد فاز حزبه بالانتخابات البلدية و العامة، و فاز بدائرة أكرا عندما كان داخل السجن بأغلبية كاسحة فأطلق سراحه و تولى كذلك رئاسة الوزراء في مارس 1952.

اختار نكروما تسمية شاطئ الذهب غانا سنة 1957 و اختار الأشتراكية نظاما لها.

وفي عام 1960 أقر دستور جمهورية غانا و انتخب كأول رئيس لها و أعيد انتخابه عام 1965.

لم تنته الاضطرابات في حياة نكروما فقد تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة  بسبب تصرفات حزبه السلطوية و إنقلبت ضدّه مجموعة من الضباط أثناء سفره إلى فيتنام السبب الذي جعله يلتجأ إلى غينيا.

توفي نكروما في رومانيا سنة 1972، و كانت السلطات الغانية قد أعلنت الحداد الرسمي، تم دفنه في غينيا في البداية لكنه أعيد جثمانه إلى غانا حيث شيع رسميا هناك.

و لعل أفضل ما ننهي به هذا الملمح أبرز شعارات كوامي: نحن نفضل المخاطر في ظل الحرية على الاستقرار في ظل العبودية و تخليص أفريقيا من قيود الحكم الأجنبي هو الضمان الوحيد للاستقلال.

ويعتبر الزعيم الغاني نكروما من المناضلين الأفارقة الأوائل ضد الاستعمار وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وواحدا من مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية قبل إسدال الستار عنها في يوليو 2002.