الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

الخرطوم-السودان-12-02-2021


أجرى توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان،أمس الخميس، زيارة إلى الخرطوم، ضمن جهود الوساطة بين السودان وإثيوبيا.

والتقى قلواك، والوفد المرافق له، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وفق بيان صادر عن إعلام المجلس.
وسلم قلواك خلال اللقاء، البرهان رسالة من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت “تتعلق بجهود جنوب السودان لإنهاء التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا”.

وأعلن المستشار الأمني،عن لقاء مرتقب بين البرهان وسلفاكير في جوبا (لم يحدد موعده)، لمناقشة التوتر الحدودي بين الخرطوم وأديس أبابا. 

من جهته، أكد البرهان، خلال اللقاء، “انتهاج السودان الحوار والتفاوض وسيلة لتحقيق السلام في المنطقة والإقليم”،مشددا على حرص بلاده “على تعزيز الأمن والاستقرار مع دول الجوار”، وفق نص البيان.
وأوضح البرهان أن “ما تم على الحدود الشرقية هو إعادة انتشار للقوات المسلحة السودانية داخل حدود أراضيها المعترف بها”. 

لم يكد السودان يتعافى من أزماته السياسية والاقتصادية التي نشأت بعد الثورة التي أطاحت بنظام البشير في السادس من أبريل عام 2019، حتى تصاعدت حدة التوترات الأمنية في الحدود الشرقية بين السودان وجارته إثيوبيا بمنطقة الفشقة.

استهدفت مجموعات إثيوبية مسلحة (تعرف محلياً باسم الشفتة) مواطنين سودانيين وقتلت نساء وأطفال العام الماضي، كما تعرضت قوة عسكرية سودانية لكمين قُتل فيه ضابط برتبة نقيب واثنان من الجنود وجرح آخرون في 17/12/2020.

و أعلن على إثرها الجيش السوداني عملياته للسيطرة على كامل أراضيه في الفشقة الحدودية، كما استعاد أكثر من خمسة عشر موقعاً من جملة سبعة عشر موقعاً، في مساحة تتجاوز مليون فدان كانت تزرع من قبل الإثيوبيين لأكثر من 25 عاماً، وطالب وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم ياسين في أديس أبابا “بسحب قواتها ممَّا تبقى من مواقع ما زالت تحتلها في مناطق مرغد وخور حمر وقطران شرق بأسرع ما يمكن، التزاماً بالمعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تؤكد أحقية السودان في أراضي الفشقة”. 

ومنطقة الفشقة تمتد على طول الحدود السودانية الإثيوبية بطول 168 كيلومتراً بولاية القضارف، في مساحة تبلغ 5700 كيلومتر مربع وتتميز بخصوبتها الزراعية العالية، ويشقها نهر “باسلام” إلى جانب نهري “ستيت” و”عطبرة”.

وتعد منطقة الفشقة سودانية، وفق الخرائط والاتفاقيات الدولية التي وقعت في عام 1902 بين الحكومة البريطانية التي كانت تستعمر السودان وقتذاك والإمبراطورية الإثيوبية، وأصبحت بعد ذلك حدوداً دولية معترفاً بها بين البلدين كما يقول السودان.


وظلت هذه المنطقة تشهد العديد من الانفلاتات الأمنية والتوترات منذ خمسينيات القرن الماضي بسبب تعدى عصابات الشفتة الإثيوبية على المزارعين السودانيين وقتلهم من أجل السيطرة على أراضيهم، غير أن التغول الإثيوبي تصاعد بصورة أكبر في عام 1995، وهو العام الذى شهد محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسنى مبارك في أديس أبابا في أثناء اجتماعات القمة الإفريقية، والتي اتهم النظام السوداني الحاكم حينها بالتورط فيها، ومنذ ذلك الحين توغلت المليشيات الإثيوبية إلى نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي السودانية، كما قامت إثيوبيا ببناء القرى وإنشاء عدد من المؤسسات الخدمية مع تقييد حركة الجيش والمواطنين السودانيين في المنطقة.