الثلاثاء. ديسمبر 31st, 2024

الخرطوم-السودان-11-02-2021


قالت القوات المسلحة السودانية أمس الأربعاء إنها استعادت نحو 50 ألف فدان كانت تحت سيطرة عصابات الشفتة والقوات الإثيوبية المتحالفة معها، وذلك عقب معارك ضارية بالفشقة الكبرى المحاذية للحدود بين البلدين. 

ونقلت صحيفة(سودان تربيون) عن مصادرها قولها إن هذه المساحات كانت تحت نفوذ المليشيات والمزارعين الإثيوبيين ونجحت القوات المسلحة في طردهم حتى مستوطنة برخت الإثيوبية المقامة داخل الأراضي السودانية بعمق 5 كلم من الحدود.

وأعلنت المصدر أن هذه المستوطنة هي الهدف الأساسي والاستراتيجي للجيش السوداني لإعلان تحرير الفشقة الكبرى، وتضم المستوطنة أكثر من 10 آلاف من المدنيين الإثيوبيين والقوات والمليشيات، وتعتبر واحدة من أكبر مراكز دعم وتموين الجيش الإثيوبي الذي يحصل منها على المؤن والآليات والمعينات الأخرى، ويتم نقل حصاد المزارعين وإمداد الجيش الإثيوبي عبر الطريق الرابط بين مناطق “ماي خدرة” و”الحمرة” بطول عشرة كيلومترات مع مستوطنة برخت.

تزايدت حدة التوتر في العلاقات بين السودان وإثيوبيا منذ اندلاع صراع تيغراي الأهلي، وتعثر المفاوضات حول سد النهضة، الأمر الذي أثار مخاوف من تطور الوضع إلى حرب شاملة بين البلدين.

والمنطقة الحدودية التي تشهد صراعا تسمى “الفشقة” وتسيطر عليها مليشيات تسمى “الشفتة”، تقوم بين الفينة والأخرى بشن هجمات وعمليات قتل ضد سودانيين بالمنطقة.

ولكن بعد اندلاع صراع تيغراي، قبل نحو شهرين، في إثيوبيا، قام الجيش السوداني بتحريك قواته والسيطرة على منطقة الفشقة في عملية أثارت تنديدا من جانب الحكومة الإثيوبية واتهامات للجيش السوداني بقتل الكثير من المدنيين خلال عملية التوغل.

وتمتّعت إثيوبيا طوال العقود الماضية بصلات قوية مع السودان إبان عهد الرئيس المخلوع، عمر البشير، وخلال مفاوضات سد النهضة اتهمت مصر السودان بالانحياز لصالح أديس أبابا.

وبعد الإطاحة بنظام البشير الاخواني، لفتت تقارير إلى مشاركة اديس بابا في عملية الانتقال بالسودان والتي توجت بالحكومة التي قدمت استقالتها مؤخرا.

لكن اللاّفت هو التغيّر الجذري في موقف السودان من مفاوضات سد النهضة وقربه من الموقف المصري، وما أعقبه من زيارات عسكرية رفيعة المستوى بين القاهرة والخرطوم، نظرت إليها إثيوبيا بعين الريبة والشك.