الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

مالي-23-12-2020

في لقاء له مع ‘وكالة الإعلام الإخبارية ‘ الإفريقية، تحدث الصحفي والباحث في قضايا الساحل ، محمد ويس المهري، عن الوضع في منطقة الساحل ومالي خصوصا، بعد الانقلاب، وقد أشار إلى الفاعلين في الوضع في مالي، وعن الاطراف الخارجية التي فضلت في التصدي لتمدد التنظيمات الارهابية .

س- أهلا بكم معنا أستاذنا وفي البداية، كيف يمكن النظر الى الوضع المالي حاليا في ما بعد الانقلاب، هل البلد في طريقه لتجاوز أزمة السنوات الماضية..؟


ج
-طبعا يبدو أن الأدارة الجديدة لديها رغبة في إيجاد حل لتلك الأزمات التي يعاني منها البلد و قد كان من أبرز التطورات في عهد النظام الجديد هو دعوة جميع الأطراف الفاعلة و المؤثرة في مناطقها للمشاركة في إدارة البلاد و كذلك التعاون معها .

س- معروف هو واقع الصراع الإثني في وسط البلاد المالية ، كيف سيتأثر بالوضع الراهن إيجابيا وسلبيا..؟

ج-في هذا الصدد كان من الجدير بالذكر هو الأتفاق و المصالحة التي أشرفت عليها و كان برعاية وزارة المصالحة بين قبائل الفلان و الدغون الذي أنهى سنوات من الصراع الدموي و تم ذلك في الفترة الماضية في مناطق وسط البلاد بعد فترة وجيزة من بداية هذا النظام الجديد .

س- يبدو أن السلاح لم يعد حلا للأزواديين في ظل الظروف الحالية، وبرأيكم في وجود قوة برخان وقوة الساحل هل يمكن الحديث عن حلول دبلوماسية في الأفق؟

ج-بالنسبة للأزواديين لم تعد هناك أي صراعات بينهم بعد توقيع إتفاق الجزائر للسلام مع الدولة المالية 2015 الذي تضمنت بنوده حلول للكثير من الأزمات و التحديات التي يعاني منها الأزواديين و اليوم بالذات كنت من ضمن الحاضرين لإجتماع بين حركتي بلاتفورم و سيما في منطقة أكلهوك في ولاية كيدال و كان هذا الإتفاق من أهم بنوده التأكيد على المصالحة و السلم و التنسيق الأمني و العسكري طرفي هذا الإتفاق و هما أهم الأطراف الفاعلة في أزواد و شمال مالي.

س- ما هو الدور الذي قد تلعبه قوة الساحل في ظل الظروف المتعلقة بالمرحلة الانتقالية التي تمر بها أقوى الجماعات المسحلة بعد مقتل درودكال..؟

ج– قد تكون قوة دول الساحل من أكثر الأطراف معرفة بالظروف الخاصة في المنطقة بحكم الجوار .
و لكن يبقى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه القوة هو مساعدة الدولة المالية في السيطرة و التأمين للمناطق الحدودية و المساهمة في تثبيت أجهزة الدولة و قواتها على المناطق و الولايات التي هي خارج سيطرة السلطات.

س-واقعيا هل برأيكم مازال الحديث عن دولة أزوادية أمرا ممكنا..؟

ج-في الوقت الراهن و في ظل الظروف الحالية يبدو الأمر بعيد و غير مطروح و خاصة أن بعض الأطراف و الحركات التي كانت تدعو لهذا الطرح أندمجت في الحكم في البلاد و لها حقائب وزارية في الحكومة الجديدة و أصبحت من المشاركين في إدارة البلاد .
و لكن ضعف الدولة و خروج الكثير من المناطق عن سيطرتها يبقى الأنفصال أحد الخيارات.

س– منهم الفاعلون الذين يؤثرون في مشروع الدولة الأزوادية أو حتى فكرة الكونفدرالية الأزوادية..؟

ج-من أهم الأطراف هي حركة بلاتفورم التي تضم عدة تحالفات مثل الحركة العربية الأزوادية و حركة غاتيا،
و الطرف الآخر هو حركة سيما التي تضم عدة تحالفات مهمة من أهمها الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

س– ما هي الحلول السلمية التي قد تقدم من خلال الجسم الافريقي بما أن فرنسا وأمريكا اختارتا طريق الحرب؟


ج
-يعتبر الحل الذي يبدو ممكنا هو حل المفاوضات مع الجميع حتى الجماعات الراديكالية و خاصة أن هناك تجارب في العالم أنتهت في النهاية بهذا الأقتراح كما حدث في أفغانستان مع حركة طالبان .
وخاصة أن الحل التفاوضي قد أقترحته السلطات المالية رغم معارضة فرنسا و لكن يبدو أنه سيكون هو الخيار الناجع بعد فشل الخيارات الأخرى .

س– كيف يمكن استشراف مستقبل المنطقة في ظل هذا الصراع على النفوذ الذي حولها لبرميل بارود في الصحراء الكبرى تغذيه تجارة المخدرات العابرة للحدود..؟


ج
-قد لا يخفى على أحد الصراع الذي يحدث على المنطقة من القوى الكبرى إلى جانب تعاظم دور الجريمة المنظمة و العابرة للحدود مثل تجارة المخدرات و السلاح التي لن تستقر المنطقة معها إذا لم يوضع لها حد و تكون هناك نية صادقة من دول المنطقة و المجتمع الدولي للحد من هذه الظواهر .
و إذا لم تكافح هذه الجرائم قد تخرج الأمور عن السيطرة و لن تستثني أي دولة من الجوار.

س- أين هي مكانة الحركات الجهادية والمسلحة عموما في مستقبل المنطقة..؟


ج
-لا مفر لهذه الحركات من القبول بالتفاوض مع السلطات أو أنها قد تتعرض للضغط من جميع الأطراف خاصة أنه أصبح هناك غضب شديد من قبل السكان المحليين و بعض الأطراف الفاعلة من ممارسة هذه الجماعات في بعض المناطق.

س– برأيكم هل تستطيع مالي أن تخرج من أزمة أزواد سواء تحت مظلة G5 أو الإتحاد الإفريقي أو التدخل الفرنسي, خلال السنوات الخمس المقبلة..؟

ج-أظن أن الحل في مالي هو داخلي و يجب أن يكون مباشر بين الماليين و بدون أي تدخل خارجي و خاصة أن التدخل الفرنسي أثبت فشله و زاد من تفاقم الوضع في البلاد .


و لكن جهات مثل G5 أو الأتحاد الأفريقي قد تساعد مالي في الوصول لحل يرضي جميع الأطراف و بالذات بعد تجربة الجزائر في الوساطة بين الدولة المالية و الحركات التي كانت تطالب بالأنفصال و أنتهت الوساطة بتوقيع إتفاق الجزائر للسلام الذي أنهى الصراع المسلح مع الدولة المالية.