تونس-تونس-14-12-2020
شهدت الأيام الأخيرة في النيجر اشتدادا حادا قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية، وقد انطلقت بالتوازي أيضا حملة الانتخابات البلدية والجهوية، حيث يتنافس أكثر من 2000 مستشار بلدي وجهوي يتنافسون على 266 بلدية و8 جهات.
وتنظم الانتخابات البلدية والجهوية، أسبوعين قبل الانتخابات التشريعية، والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 27 من الشهر الجاري.
وسينتخب النيجريون 171 نائبا برلمانيا ورئيسا جديدا للبلاد، حيث لا يتنافس في الاستحقاقات الرئيس الحالي محمدو إسوفو، بعدما انتهت ولايتاه الرئاسيتان.
وكانت المحكمة الدستورية قد أعلنت في 13 نوفمبر الماضي قبول ترشح 30 متنافسا، فيما ألغت ملفات 11 آخرين.
وفي إطار الانتخابات، نظم المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية بتونس وصحيفتيه أفريكا باور واستراتيجيا نيوز، السبت 12 ديسمبر2020، لقاءا عبر تقنية الزوم، مع المرشح في الانتخابات النيجرية مهامان عصمان، وقد تحدّث الأخير عن الوضع السياسي والأمني والاجتماعي الصعب الذي يعيشه النيجر.
ونوّه عصمان، انه لا بدّ من مواجهة ما تمر به النيجر من أزمات متعاقبة جعلتها دولة هشّة، لافتا إلى إن الأمر يستوجب برنامج انتخابي واضح وقوي يمسّ كل ميادين تحرّك الدولة، قائلا “لهذا سعيت في برنامجي إلى تحليل الوضع والإحاطة بأهم الأزمات التي تمر بها البلاد “.
وأشار مهامان عصمان، إلى إن الأولوية الأولى في برنامجه تتمثل في كيفية التعامل مع مشكلة المياه وحلها ، إلى حد كبير ، في هذه الصحراء الساحلية ، النيجر ، وغير الساحلية ، من أجل حلّ قضايا الزراعة والثروة الحيوانية والأغذية، فضلا عن العمل لمكافحة الهجرة الجماعية والنزوح بينـها معتبرا إن ذلك أهم نقطة بالنسبة له، مشدّدا على أهمية مكافحة الجهل حتى لا يكون الشباب النيجري هدفا للجهاديين والجماعات المتطرفة في المنطقة.
وأفاد المرشح أن منافسه محمد بازوم يتعرض للهزيمة حتى قبل “المنافسة”، مضيفا ” إذا كانت هذه انتخابات حرة وشاملة وشفافة ونزيهة وغير خادعة ، فإن السيد [محمد] بازوم ليس لديه أي فرصة على الإطلاق للفوز، ترون أن الانتخابات الأولى ، التي سمحت بانتخاب السيد محمد يوسفو رئيساً للجمهورية ، كانت انتخابات مزورة، الآن ، إذا تكررت الأحداث التي حدثت سابقًا في هذا البلد ، فأنا لا أريد أن أكون نبيًا للهلاك ، لكني أؤكد لكم أنه قد تكون هناك صعوبات في التعامل مع العواقب. الجميع يتوقع تغييرا ديمقراطيا سلميا”.
وشدد المتحدث على أهمية تواصل العلاقات بين النيجر وكل من فرنسا والمتحدة الأمريكية، مشيرا لضرورة تدعيم العلاقة مع تونس خاصة وانها دولة لم تنشب النيجر معها صراعات.
وتحتلّ النيجر موقعا خاصا في إستراتيجية الأمن القومي الفرنسي منذ أن بدأت فرنسا عام 1971 عبر شركة “أريفا” في الاستحواذ على استخراج يورانيوم النيجر الذي يمد فرنسا بـ35% من احتياجاتها من الطاقة النووية والتي تساهم بدورها في 75% من الطاقة الكهربائية الفرنسية.
ومن المفارقات ان النيجر الدولة الأفقر والأكثر هشاشة على المستوى العالمي -وفق معايير الأمم المتحدة- تساهم عبر ثرواتها المنهوبة في تمويل مشروعات فرنسا من الطاقة النووية وتزويدها باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية.
ومؤخرا كان وزير الدفاع النيجري إيسوفو كاتامبي قد أكد إن جيش البلاد الذي يقاتل الجماعات الإرهابية منذ سنوات يجب أن يرتفع عدده من 25 ألف عنصر في الوقت الحالي إلى 50 ألفا على الأقل، وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة.
يذكر أن النيجر تقع في منطقة الساحل الشاسعة، حيث تنشط جماعات إرهابية تنفذ عمليات أودت بالآلاف ودفعت مئات الآلاف إلى الفرار من منازلهم.
فلا يمكن فصل ما تعيشه أفريقيا من حروب وانفلاتات وحركات تمرد عن الحقبة الاستعمارية ومراحل بناء الدول المركزية، فقد ركز المستعمر طيلة القرن الماضي، على استغلال الثروات الطبيعية الهائلة وإغفال عناصر التنمية، إلا أن هذا التوجه تغيّر اليوم بحكم الضرورة بعد أن أضحت القارة حلبة نفوذ دولية لكن بآليات تنموية.
ونظرا لذلك، صار الفقر في المناطق ذات الثروات الهائلة يلعب دورا رئيسيا في تفاقم ظاهرة التطرف، إضافة إلى ضعف الحكومات المركزية بسبب عدم قدرتها على بسط الأمن في جغرافيا مترامية الأطراف ومتعددة العرقيات والإثنيات، وفي أحيان كثيرة متعددة الولاءات.