الجمعة. مايو 17th, 2024

ابوجا-نيجيريا-19-12-2020


سمح غياب الأمن شمال نيجيريا لجماعة بوكو حرام الإرهابية بشنّ هجماتها و جرائمها ضد المواطنيين، وآخرها حادثة إختطاف المئات من طلاب الثانوية في ولاية كاتسين ما أثارت ردود فعل دولية منددة ..

وحتى بعد نجاح القوات النيجيرية في تحرير ثلاثمئة واربعة واربعين تلميذا، كانوا محتجزين في غابة بولاية زمفرا المجاورة، وتم تسليمهم إلى عناصر الحكومة، إلا أن المخاوف لا زالت مستمرة .

وزادت هذه الجرائم من الغضب الشعبي المطالب بتوفير الأمن بعد ان ترك للجماعات الإرهابية الفرصة لقطع الطرق والتنكيل والقتل والاغتصاب.

فتكرار عمليات الخطف تكشف عن تحولا مهما في تمدد نفوذ الجماعات الإرهابية جغرافيا في نيجيريا، التي تعمل على تجنيد الأطفال والمراهقين للعمل لحسابها، وسط فشل حكومي في السيطرة على الأوضاع الأمنية التي تدهورت بشكل كبير منذ انتخاب الرئيس محمد بخاري عام ألفين وخمسة عشر.

ويؤشر تصاعد العنف والجرائم منذ 2011 والارتفاع المفاجئ منذ بدء أزمة وباء كورونا لعمليات اللصوصية والاختطاف والهجمات الدموية من قبل مسلحين في شمال غرب نيجيريا على حدوث تحول جديد في نمط الحوادث التي تشهدها هذه المنطقة التي تضم ولايات جيغاوا وكادونا وكانو وكاتسينا (الولاية التي ينتمي إليها الرئيس النيجيري الحالي، محمد بخاري) وكيبي وسوكوتو وزمفارا.

ويشار إلى أن محاولات إيجاد حل دائم لانعدام الأمن في شمال غرب نيجيريا وشمال وسطها باءت بالفشل؛ ففي العام الماضي، عقد الحاج أمين بلو مساري، حاكم ولاية كاتسينا عدة جلساتٍ مع ممثلي مجموعات الميليشيات إلى جانب كبار المسؤولين الحكوميين وعناصر الأمن والحكام التقليديين وممثلي رعاة الأبقار لبحث طرق وقف الأنشطة التي تكدر أمن الولاية، ومنحهم عفوًا حكوميًّا، غير أن هذه الجلسات لم تسفر عن أية نتيجة إيجابية، إذ لم يلتزم المسلحون بجانبهم من الصفقة،وفق وسائل اعلام نيجيرية. 

ويرى محللون أن هناك تواصلًا بين الجماعة في بورنو، شمال شرق نيجيريا، وبين المجموعات المسلحة في ولايات الشمال الغربي (زمفارا وكاتسينا وغيرهما) وولايات الشمال الأوسط (كوغي والنيجر وغيرهما)؛ فالخسائر التي تتكبدها بوكو حرام من قبل الجيشين، النيجيري والتشادي، وتلميحات شيكاو إلى خيار الحوار مع الحكومة النيجيرية لا يعني بالضرورة أنه قد تراجع عن أجندته التوسعية لتأسيس إمبراطوريته من خلال ربط الشمال الشرقي مع الشمال الغربي والشمال الأوسط؛ إذ بدأ التخطيط لها عام 2012 عندما عاش في كانو (شمال غرب نيجيريا) قبل انتقاله إلى مناطق الغابات النائية في ألاغارنو وسامبيسا في بورنو شمال شرق نيجيريا.