مقديشو-الصومال-أميرة زغدود-5-12-2020
كانت أحداث 11 من سبتمبر 2001 بداية الإهتمام الدولي بما يسمى الحركات الإرهابية التي تختلف تسمياتها حسب المنطقة وحسب جملة عوامل أمنية سياسية وإقليمية ودولية .. حركة الشباب بالصومال مارست وتمارس أعمال عنف وتخريب امتدادا لنهج العنف لتنظيم “القاعدة”حيث أعلنت حركة الشباب ولاءها لهذا التنظيم الدموي.
ماهي هذه الحركة ؟ وكيف تعمل ومن يمولها ؟ أسئلة سنحاول الاجابة عنها في هذا التقرير .
فكر سلفي وتمدّد لتنظيم القاعدة
المتعارف عليه أنها حركة اسلامية متشددة تعمل على نطاق القرن الإفريقي، تكتسي شرعيتها بسبل التخويف والترهيب.
أطلق عليها اسم “حركة الشباب الإسلامية” أو”الشباب المجاهدين” وهي حركة سلفية صومالية تأسست عام 2004، وعملت في عام 2006 كذراع عسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو وهدفها فرض الشريعة.
في تسلّم اتحاد المحاكم الإسلامية زمام الأمور في البلاد وجدت حركة الشباب فرصة للتجنيد، وعملت بعد انهيار حكم المحاكم الإسلامية على بناء قوتها، وتنظيم نفسها كوكيلة للتنظيمات الإرهابية وبخاصة(تنظيم القاعدة).
يترأس اليوم الحركة الشبابية المتشددة “أبو عبيدة أمير” منذ عام 2014 ، كخليفة لـ” أحمد عبدي غودني” .
لم تتوانَ الحركة في تبني الهجومات الإرهابية المتتالية سواء على الصعيد الداخلي بالصومال وفي المحيط الإقليمي، وقد تورطت في هجومات إرهابية عديدة، لعل أهمها قيامها بهجوم على مركز للتسوق في نيروبي العاصمة الكينية والذي أودى بحياة 60 شخصا في عام 2013.
ولم يكن هذا الهجوم الوحيد بنيروبي، فقد شنت عناصر تابعة لحركة الشباب هجوما على العاصمة نيروبي، في 15 يناير 2018 استهدف مجمع “دوسيت- دي 2” الذى يضم فندقًا ومكاتب، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 15 شخصًا وإصابة عدد مماثل من الجرحى.
كما شن مقاتلو الحركة هجوما على جامعة “غاريسا” الكينية سنة 2015، أسفر عن مقتل 148 طالبا جامعيا. وقد حاولت كينيا قدر المستطاع النأي بنفسها عن التدخل في الصراع الداخلي بالصومال، لكن في أكتوبر 2011، قررت التدخل عسكريا في الصومال في محاولة للقضاء على “حركة الشباب”. ومنذ هذا التدخل ، هدَد “الشباب” بالقيام بعمليات انتقامية ضد كينيا التي يتهمونها بغزو الصومال.
كما شنّت مجموعة من مقاتلي الحركة هجوماً بتاريخ 5 من يناير2020 على قاعدة عسكرية تديرها قوات أميركية وكينية في لامو شمالي كينيا( قرب الحدود الصومالية) تعرف باسم “معسكر سيمبا” في خليج ماندا.
وحسب مصادر مطلعة ، تضم الحركة الصومالية بين صفوفها ما بين خمسة إلى تسعة آلاف مقاتل ، بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب أغلبهم قدموا من دول عربية إضافة إلى باكستان.
التخويف والترهيب أساس ممارساتها
تعمل حركة الشباب المتطرفة بأساليب تنظيم القاعدة ، التي لا تعترف سوى بالعنف سبيلا لتحقيق مساعيها .
وحسب تقرير لمعهد “هيرال” المتخصص في الشؤون الأمنية تعمل هذه الجماعة كخصم للحكومة الصومالية معتمدة على أسلوب تخويف الأهالي وتهديد الحكومة وضرب مؤسساتها واستهداف قواتها الأمنية والعسكرية.
تمويلات الحركة
يشير التقرير إلى حجم عائدات الحركة والمقدرة ب 15 مليون دولار شهريا عن طريق التهديد والتخويف وبسط سيطرتها على مراكز حساسة كالميناء البحري بمقديشو الذي تفرض الحركة ضرائب على الواردات وتحصل على بيانات سفن الشحن من مسؤولين بالميناء عن طريق تهديدهم .
لا تختلف طرق عمل الحركة عن باقي الحركات المصنفة إرهابيا على الصعيد الدولي العالمي حيث تنتهج سياسة الفدية بعد عمليات الإختطاف التي تقوم بها على غرار خطفها مجموعة من السياح في كينيا.
وتشير التقارير إلى ديناميكية عملية قوية للحركة فهي تبسط سيطرتها على جزء كبير من الوسط والجنوب الصومالي..
ويبدو تسمية فهد ياسين ذي رئيسا لوكالة المخابرات الصومالية يثير الريبة والشكوك حول تسميته بهذا المنصب الحساس بحكم علاقته القوية مع قطر المتهمة بتمويل الحركات المتطرفة في عديد البلدان ومن بينها الصومال.
وقد تعالت أصوات عديدة داخل الصومال مشيرة إلى صلاته مع حركة الشباب المتطرفة، حيث قام بالتوسط لدى الحركة مؤخرا لإطلاق سراح رهائن مقابل فدية.
وقد عمل فهد ياسين مراسلا لقناة الجزيرة القطرية ويعتبر موظفا لدى قطر يعمل لصالح أجنداتها، وقد عمل على تفكيك وحدة مكافحة الارهاب على خلفية أنها الوحيدة القادرة على كشف علاقته بالمصالح القطرية وبحركة الشباب المتطرفة.
وتستمد الحركة قوتها من هشاشة أوضاع الأهالي خاصة بالمناطق الريفية بالصومال، كما طال آذاهم رجال الاعمال بالبلاد وصولا إلى مراكز حساسة بالدولة عبر فرض مطالبها بالسلاح والقتل والتهديد.
ولم تكتف حركة الشباب باستهداف قوات الأمن والتجمعات السكانية في الداخل، بل وسَعت نطاق عملها الإرهابي لشن هجمات على المستوى الاقليمي الخارجي وكان النصيب الأكبر لبعض دول الجوار ككينيا.
تعتبر الحركة إحدى أهم الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم “القاعدة” في شرق إفريقيا، وتسعى إلى تكوين مناطق نفوذ جديدة لها داخل القارة الإفريقية، ما قد يمكنها من تعزيز قدرتها على استقطاب عناصر إرهابية جديدة للإنضمام إليها.