الأثنين. مايو 6th, 2024

تيغراي-إثيوبيا-03-12-2020


أعلنت الحكومة الأثيوبية التوصّل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة بشأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى إقليم تيغراي.

وجاءت الخطوة عقب تقارير تحدثت عن نفاد الغذاء والأدوية عن الملايين من الناس، ومقتل المئات في المعارك التي اندلعت منذ شهر بين الجيش الحكومي والقوات التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي.

وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت السيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي، في نهاية الأسبوع، ولكن جبهة تحرير شعب تيغراي تقول إن قواتها لا تزال تقاتل في محيط المدينة.
وأثار العنف المتواصل بين الجيش الإثيوبي والقوات الموالية لقادة منطقة تيغراي الشمالية مخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية في إثيوبيا.
وقتل في الصراع المسلّح مئات الأشخاص منذ بدء القتال في 4 نوفمبر ، فيما فرّ عشرات الآلاف إلى السودان المجاور.

وتتوقع السلطات في السودان أن يفر إليه قرابة 200 ألف إثيوبي خلال الأيام المقبلة مع استمرار المعارك.
ولفتت تقارير إلى أن توافد اللاجئين الإثيوبيين بكثافة قد يؤدي إلى خلق أزمة اقتصادية في السودان، الذي يعاني أصلا من أزمات اقتصادية.
وتحدثت منظمات إنسانية عن عدم قدرة محافظة القضارف التي تستضيف اللاجئين على مزيد استقبالهم، حيث إن تدفق اللاجئين سيؤدي إلى ضغط إضافي ليس على المحافظة فحسب، بل على السودان ككل.

يذكر أن التوتر بين الحكومة المركزية وإقليم تيغراي ليست وليد اليوم، بل كان يتنامى منذ فترة طويلة، إذ كانت جبهة تحرير شعب تيغراي، التي ظلت الحزب السياسي المهيمن في إثيوبيا لعقود، تتنازع مع حكومة آبي منذ توليه السلطة في عام 2018.

وبعد انتخابه بوصفه “زعيما إصلاحيا”، اتهم رئيس الوزراء المسؤولين في الحكومات السابقة بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، فأقال شخصيات بارزة في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من المناصب التي كانوا يشغلونها في الحكومة المركزية.

وشمل ذلك رئيس المخابرات السابق والمسؤول البارز في جبهة تحرير تيغراي، غيتاشيو آسفا، الذي أفلت من الإعتقال وفرّ إلى تيغراي.

وعمق قرار آبي ،العام الماضي، بدمج الأحزاب القائمة على أسس عرقية هذه التوترات، فعارضت جبهة تحرير شعب تيغراي القرار قائلة إنه سيقسم البلاد.

وفي وقت سابق من هذا العام، اتسع الخلاف بعد أن أجلت الحكومة الفيدرالية الإنتخابات على مستوى البلاد،
في حين اتخذ إقليم تيغراي قرارا بإجراء انتخابات خاصة بالإقليم وحده، في سبتمبر الماضي ، الأمر الذي اعتبرته الحكومة الفيدرالية بمثابة تحد غير مسبوق لها ، ووصف البرلمان الإتحادي العملية بأنها “غير قانونية

ويبدو أن الصراع لايزال مستمرا، خصوصاً بعد توعد زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، دبرصيون جبرميكائيل، بمحاربة القوات الإثيوبية حتى النهاية، ما قد يعقد الأمور في إقليم تيغراي ويدفع المزيد من السكان المحليين إلى الفرار إلى الدول المجاورة.

وكان دبرصيون صرح قبل بدء المواجهة العسكرية قائلا:” قمنا بإعداد جيشنا وميليشياتنا وقواتنا الخاصة. ضمن استعداداتنا لتجنب الحرب، لكن إذا فرض علينا القتال، فنحن جاهزون”.

وفي تبرير المواجهة العسكرية، اتهم آبي، جبهة تحرير شعب تيغراي “بالإستفزاز المستمر والتحريض على العنف” قائلاً إنهم “تجاوزوا الخط الأحمر الأخير”،حسب تعبيره.

وأصدرت حكومة آبي مذكرات توقيف بحق قادة جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي، وعيّنت قائداً جديداً للمنطقة، متوقعة أن الحرب ستنتهي سريعا، لكن يخشى البعض أن يستمر الصراع طويلاً.