الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

تيغراي-اثيوبيا-1-12-2020

يستمر النزاع في اقليم يتغراي في اثيوبيا ،أمام تصعيد رئيس وزراء أثيوبيا أبيي أحمد ، الذي حذّر المتمرّدين، الذين فرّوا إثر سيطرة قوات أديس أبابا على عاصمة الإقليم الانفصالي ميكيلي بعد قتال استمرّ أكثر من ثلاثة أسابيع، من أنّهم في مرمى نيران الجيش.

وردّ الانفصاليون، إنّ المعارك لا تزال مستمرّة مهما كانت النتائج، حيث قال رئيس إقليم تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل ، إنّه مصمّم على البقاء في المنطقة لمواجهة من وصفهم بالغزاة ، لافتا إّلى أنّ “القتال متواصل”.

وجاء ذلك بعد يومين من إعلان أبيي النصر العسكري على قوات جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي كان يدير هذه المنطقة الواقعة في شمال البلاد بعد أن هيمن على السلطة في أديس أبابا على مدى ثلاثة عقود.

كما إتّهم الزعيم الانفصالي رئيس الوزراء، بأنّه يحاول خداع المجتمع الدولي بإيهامه بأنّ كلّ شيء قد انتهى.

وكان أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، أرسل الجيش إلى تيغراي في الرابع من نوفمبر، بهدف استبدال السلطات المحلية التابعة لـجبهة تحرير شعب تيغراي بـهيئات شرعية، بعد أن تحدّت الجبهة على مدى أشهر سلطة الحكومة المركزية.

بدوره، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رئيس الوزراء الاثيوبي إلى وقف تام للمعارك، والسماح للمنظمات الإنسانية بدخول إقليم تيغراي من دون معوقات ومشاكل.

ويشار إلى ان ابيي أحمد كان قد تحدّث عن الانتصارات التي حققها الجيش، معتبرا ان الهدف الرئيسي هو السيطرة على ميكيلي، عاصمة الإقليم حيث كان يتحصّن القادة المتمرّدون، وأنه تتم مطاردتهم حالياً لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء.

ومن جانبها عبّرت المفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان، عن “قلقها الشديد” والمتزايد، بعد ملاحظة عمليات مراقبة تجريها قوات الأمن مبنية على الأصل العرقي، رغم عدم وجود أي إطار قانوني يسمح بالتنميط العرقي.

ولم يتوقّف التوتر عن التصاعد بين جبهة تحرير شعب تيغراي وأبيي منذ أن أصبح الأخير رئيساً للوزراء عام 2018، واستبعد تدريجياً من الحكم الحزب الذي هيمن على مدى ثلاثين عاماً على الجهاز السياسي والأمني في البلاد.

ويرى خبراء أن الصراع في تيغراي قد تحول إلى شأن دولي ، لأن إريتريا منخرطة في القضية وبات اللاجئون يعبرون الحدود إلى السودان، وقد تحدث هؤلاء عن الأوضاع الإنسانية المأساوية.

وترجع جذور الصدام المثير للقلق في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية والحزب الحاكم في منطقة تيغراي الشمالية، إلى احتجاجات أطاحت بالحكومة السابقة التي كانت تهيمن عليها “جبهة تحرير شعب تيغراي” في 2018.

ورغم أنّ التيغراي يشكّلون 6 في المائة فقط من سكان إثيوبيا، فقد هيمنوا على مقاليد السياسة الوطنية بالبلاد لما يقرب من ثلاثة عقود وحتى اندلاع الاحتجاجات.

وأدّى القتال إلى فرار أكثر من 40 ألف لاجئ إلى السودان المجاور، فيما طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بإنهاء القتال.

ويعبّر محللون عن مخاوفهم من تستعد الجبهة للعودة إلى الجبال لشن حرب عصابات ضد الحكومة الفيدرالية.

ومن ناحية أخرى ، إنتقد خبراء تجاهل اثيوبيا لجهود المنظمة الأفريقية القارية، الاتحاد الأفريقي (AU)، لحلّ الصراع وانهائه، حيث أرجع هؤلاء تصريح آبيي احمد إثر لقائه مؤخرا بثلاثة رؤساء دول أفريقية سابقين بأن”المرحبة الأخيرة من سيادة القانون لديهم” برفض ضمني لمبادرة السلام التي أُقترحت من قبل هؤلاء .
علما وان لإثيوبيا زمام المبادرة في إنشاء المنظمة الأفريقية القارية؛ الاتحاد الأفريقي (AU) عام 2002.