السبت. نوفمبر 16th, 2024

واغادوغو: بوركينا فاسو: 24-01-2022


احتجز متمردّون، الاثنين، رئيس بوركينا فاسو روك كابوري في معسكر للجيش، وفق ما أكّدته مصادر متطابقة، ويأتي ذلك غداة يوم تخلّله إطلاق نار وتمرّد في عدّة ثكنات وقواعد عسكرية في البلاد بالإضافة إلى مظاهرات لمدنيين داعمين للعسكريين المتمردين.
وقال مصدران أمنيان ودبلوماسي من غرب إفريقيا، الاثنين، إنّ: “جنودا متمردين احتجزوا رئيس بوركينا فاسو روك كابوري في معسكر للجيش بعد إطلاق نار كثيف على منزله مساء الأحد في العاصمة واغادوغو”.
وشهدت البلاد، الأحد، مظاهرات داعمة للعسكريين المتمردين، وقطع متظاهرون طرقا عدة في العاصمة، إلى أنّ تمكنت عناصر الشرطة من تفرقتهم.
ووفق ما أفاد به سكّان ومصادر عسكرية، فقد سمع صوت “إطلاق نار كثيف” بدأ منتصف الليل، واستمر خلال النهار في عدد من الثكنات في واغادوغو، بما في ذلك القاعدة الجوية، وفي كايا وواهيغويا في شمال بوركينا فاسو.
وأشار سكّان منطقة غونغين غربي العاصمة واغادوغو إلى إطلاق نار كثيف في معسكر سانغولي لاميزانا.
وبعد ظهر الأحد، كان نحو 40 جنديًا موجودين أمام هذه الثكنة يُطلقون النار في الهواء قرب مئات الأشخاص الذين كانوا يحملون الأعلام الوطنية وقدِموا لدعمهم.
وأغلق جنود محيط هذه الثكنة التابعة لسلاح الجوّ في الأثناء كما توقّفت خدمة إنترنت الهواتف المحمولة منذ صباح الأحد.
كما أطلقت الشرطة، صباح الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي 100 شخص تجمّعوا في ساحة وسط واغادوغو دعما لتحرّك الجنود، وفق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الموقع.
وفي وقت لاحق، أحرق مؤيدون للعسكريّين المتمردين مقرّ الحزب الحاكم في العاصمة قبل أن تُفرقهم الشرطة.

وعاد الهدوء إلى شوارع واغادوغو وثكناتها خلال المساء، لكنّ السلطات فرضت حظرا للتجول في البلاد اعتبارا من الساعة الثامنة ليلا اعتبارا من البارحة الأحد “حتى إشعار آخر”، فيما أعلنت وزارة التربية الوطنية في بيان أنّ المدارس ستُغلق الاثنين والثلاثاء في كل أنحاء البلاد.
ويضمّ معسكر سانغولي لاميزانا سجنا عسكريا يقضي فيه الجنرال جلبير دياندير، المساعد المقرّب للرئيس المخلوع بليز كومباوري، عقوبة بالسجن 20 عامًا على خلفيّة محاولة انقلاب عام 2015.
كما أنّه يخضع للمحاكمة على خلفية دوره المحتمل في اغتيال الزعيم الثوري للبلاد توماس سانكارا عام 1987، خلال انقلاب أوصَل كومباوري إلى السلطة.
وهرب كومباوري، الذي أطاحته انتفاضة شعبيّة عام 2014، إلى ساحل العاج وتجري محاكمته غيابيًا على خلفيّة الاغتيال.
ومن جانبه، أكّد وزير الدفاع، الجنرال بارتيليمي سيمبور، في تصريحات تلفزية أنّ: “أيًا من مؤسسات الجمهورية لا يُواجه اضطرابات في الوقت الحالي”، مشيرا إلى حوادث “محلية ومحدودة في بضع الثكنات”، وشدّد على أنّ التحقيقات جارية.
وتأتي هذه التحركات في الثكنات غداة مظاهرات جديدة غاضبة نظمها سكان احتجاجا على عجز السلطات عن مواجهة أعمال العنف التي يقوم بها جهاديون في بوركينا فاسو.
ووقعت حوادث السبت في واغادوغو ومدن أخرى في البلاد، بين قوات الأمن ومتظاهرين تحدوا حظر التجمّع للاحتجاج على انعدام الأمن.
وفي سياق متّصل، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في بيان أنّها: “تتابع بقلق بالغ الأوضاع في بوركينا فاسو”، معربة عن “تضامنها مع الرئيس روش مارك كريستيان كابوري ومع حكومة وشعب” هذا البلد.
ودخلت بوركينا فاسو في دوامة عنف نُسبت إلى جماعات مسلحة جهاديّة تابعة للقاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، على غرار مالي والنيجر المجاورتين، حيث تتكرّر الهجمات التي تستهدف مدنيّين وعسكريّين بشكل متزايد وتتركّز غالبيّتها في شمال وشرق البلاد.

وقتل حوالي 2000 شخص، فيما أجبر العنف الجهادي حوالي 1,5 مليون شخص على الفرار من منازلهم في السنوات الأخيرة، وفق وكالة الطوارئ الوطنية “كوناسور”.
وتُعتبر بوركينا فاسو من بين أفقر دول العالم، ولم تتمتّع بكثير من الاستقرار الأمني منذ استقلّت عن فرنسا عام 1960.