تونس-03-01-2022
كتبت صحيفة(الشروق) التونسية، في افتتاحيتها بمناسبة حلول العام الميلادي 2022:
عام جديد سيعيشه التونسيون وستكون فيه الكثير من الأحلام …أكثر من عشر سنوات مرت على انتفاضة 2011 لم يتحقق فيها أي حلم للتونسيين ولم تتحقق فيها أمانيهم وانتظاراتهم .. أكثر من عشر سنوات مرت على ذلك الحلم كل شيء تحول إلى وهم وكل الأحلام تحولت الى كوابيس.. كانت الإنتظارات كبيرة لكن الدولة أصبحت حينها في أيدي عديمي الضمير واللصوص ،سرقوا الأحلام وسرقوا الوطن باسم الديمقراطية ،كانوا كلهم ذئابا جائعة متعطشة للسلطة انطلقوا بكذبة المجلس التأسيسي وصاغوا دستورا زاد في خراب البلاد..
شكلوا حكومات نهبت الدولة ودمرت كل الأجهزة وأسسوا أحزابا ارتبطت بجهات أجنبية وبأجندات لا وطنية ،كذبوا على الشعب وقدموا له الوعود الزائفة، هجروا الشباب وزادوا من فقر الفقراء..
كالمغول دمروا كل شيء اعترضهم فقد كان هدفهم تدمير الحاضر والمستقبل..
اليوم تدخل تونس عاما جديدا فيه أحلام جديدة ويتطلع فيها الشعب الى مستقبل أفضل..
لن تكون مهمة الحكومة الحالية سهلة في السنة الجديدة لكن عليها أن تدرك أنها مطالبة بكشف كل الحقيقة للتونسيين ، لن نتقدم دون معرفة الحقيقة كاملة، حقيقة من دمر ومن خرب ومن كذب..
بعد كل هذه السنوات العجاف تونس تحتاج إلى مصالحة حقيقية وشاملة حتى ننطلق كباقي البلدان التي سبقتنا في رحلة البناء والتقدم ..تحتاج تونس اليوم إلى إدارة فاعلة وقادرة على المبادرة وتحتاج الى تعليم متطور وتحتاج الى قضاء مستقل وعادل..
محاربة الفساد تكون بإرساء منظومة قانونية قوية وبقضاء مستقل، تونس يجب أن تكون بلد الفرصة الناجحة لكل من يعيش فيها ،هجرة الأدمغة يجب أن تتوقف حالا، هروب الشباب من الوطن يجب أن يوضع له حد فتونس قادرة على توفير فرصة الحياة والإبداع لكل شبابها وقادرة على توفير العيش الكريم لكل سكانها..
لماذا يجوع التونسيون في بلدهم ولماذا يعيش شبابها البطالة؟.. لماذا يعاني فلاحوها ولماذا يفلس تجارها؟!
تونس تحتاج اليوم إلى كل رجالها حتى نفكر وننجح معا..
أمام السلطة اليوم فرصة لتحقيق كل الأهداف التي لم تتحقق للتونسيين ولتجاوز أخطاء الماضي..
الذين كذبوا وأذنبوا وفقروا وجوعوا التونسيين من الواجب محاسبتهم حتى يتحملوا مسؤولية فعلهم، فمن غير المعقول أن تكون الجريمة دون عقاب..
عام جديد عساه أن يمحو ظلام السنوات الماضية