إفريقيا-23-11-2021
اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن جولة في عدد من الدول الإفريقية، حيث سعى إلى تعزيز النفوذ المحدود للولايات المتحدة في مواجهة أزمات عدد من دول القارة، ومنها النزاع المتصاعد في إثيوبيا والأزمة الأخيرة في السودان، فيما تكثف الصين وروسيا حضورهما على مستويات عدة، ومنها زيادة الاستثمارات الصينية في كل من كينيا ونيجيريا والسنغال وانتشار مجموعة “فاغنر” الروسية في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وفي أثناء الجولة التي شملت كلا من كينيا ونيجيريا والسنغال، وجه بلينكن رسائل واضحة فيما يتعلق بالمنافسة الشديدة بين بلاده والصين التي عملت خلال العقدين الماضيين على زيادة استثماراتها في إفريقيا. وأقر قبل عودته من دكار إلى واشنطن بأنه بالرغم من الاستقبال الحار الذي لقيه في العواصم الثلاث، قال للمسؤولين الأفارقة الكبار إن “عليكم أن تحكموا على ما نفعله، وليس فقط على ما أقوله”.
ولاحظ أنه عندما كان في نيروبي، عاين مشروع بناء طريق سريع تموله الصين في كينيا، وحين كان في أبوجا، مر موكبه بمحاذاة مبنى عملاق لغرفة التجارة الصينية في نيجيريا. وفيما غادر السنغال، كانت دكار تستعد لاستضافة حدث تجاري واستثماري كبير بين الصين وإفريقيا خلال الأسبوع المقبل. وفي الوقت الذي تحرز فيه جهود بايدن لمساعدة الدول الإفريقية في مكافحة كورونا وتشجيع السياسات الصديقة للمناخ بعض التقدم الأولي، تبدو الصورة الأوسع أقل تشجيعا. وفي ختام جولته التي استمرت أسبوعاً، قال بلينكن إن مالي “تظل ركيزة أساسية للاستقرار المستقبلي في منطقة الساحل ولدينا مخاوف عميقة في شأن هذا الاستقرار ومخاوف عميقة بشأن التطرف والإرهاب اللذين ينشران مخالب في المنطقة”. وأضاف أنه “سيكون من المؤسف بشكل خاص أن تشترك الجهات الخارجية في جعل الأمور أكثر صعوبة وتعقيداً”، في إشارة إلى مجموعة “فاغنر” التي نشرت عناصر لها في سوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا، مما أثار احتجاجات من الغرب وآخرين.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيعقد قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا العام المقبل “لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأفارقة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح والقيم المشتركة”. ويتوقع أن يسعى الرئيس بايدن إلى إظهار اهتمام أكبر بالقارة السمراء. وبالرغم من عدم ذكره مسألة المنافسة مع الصين، قال بلينكن إن “انخراطنا في إفريقيا، مع إفريقيا، لا يتعلق بالصين أو أي طرف ثالث آخر”، ووافقته وزيرة الخارجية السنغالية أيساتا تال سال، التي ستشارك في استضافة منتدى التعاون الصيني الإفريقي في 29 نوفمبر في دكار مع نظيرتها الصينية. وقالت: “لدينا دبلوماسية سيادية لا نستبعد منها أحدا”، في حين أشار وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما إلى وجود مشاريع بنية تحتية كبرى مع الصين الآن في نيجيريا، قائلاً: “رأينا فرصة عظيمة مع الصينيين”.