باريس: فرنسا: 16-11-2021
حذّرت باريس موسكو من نشرها لمرتزقة “فاغنر” الروسيّة الخاصّة في منطقة الساحل والصحراء، خلال الاجتماع الوزاري المنعقد بالعاصمة الفرنسية، وأعربت باريس على اعتراضها معتبرة أنّ هذا القرار سيكون “غير مقبول”.
وأعرب جان إيف لودريان وفلورانس بارلي، وزيرا الخارجية والجيوش الفرنسيان خلال الاجتماع مع نظيريهما الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، عن الطابع “الغير المقبول لنشر مرتزقة فاغنر في قطاع الساحل والصحراء”،وفق بيان الخارجية الفرنسية الصادر الجمعة الفائت.
وتأتي هذه التحذيرات بعد أن أعلن المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في باماكو إلى امكانية الاستعانة بخدمات الشركة الروسيّة الخاصّة “فاغنر”.
وجاء في بيان الخارجية الفرنسية أنّ الوزيرين الفرنسيين قد جدّدا رسائلهما الحازمة فيما يتعلّق بخطورة زعزعة الاستقرار الإقليمي ومحاولة الاعتداء على مصالح فرنسا وشركائها المساهمين في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وعلى إثر الانقلابين العسكريين في العاصمة الماليّة باماكو، تدهورت العلاقات بين فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والشريك التاريخي لمالي.
وكانت قد بدأت باريس في يونيو إعادة تنظيم انتشارها العسكري في منطقة الساحل، خاصّة بعد مغادرة قواتها لقواعدها الثلاث في شمال البلاد، في محاولة منها لإبقاء تركيزها على منطقتي “غاو وميناكا” القريبتان من الحدود مع دولتي النيجر وبوركينا فاسو.
وكانت قد أعلنت فرنسا عن خطّتها المتعلّقة بخفض عدد قواتّها من خمسة آلاف عسكري حاليا إلى 3 آلاف بحلول العام 2023.
وتصاعدت لغة التوتّر بين باريس وباماكو في أيلول الماضي، عندما وجّه رئيس الوزراء المالي الانتقالي شوغيل مايغا تهديدات لفرنسا بـالتخلّي عن بلده “في منتصف الطريق” على حدّ تعبيره.
ومن جانبه، قال وزير الخارجيّة الروسي، عند استقباله نظيره المالي عبد الله ديوب في موسكو: “إنّ الإرهابيين يشعرون براحة متزايدة في شمال مالي بعد خفض عدد القوات الفرنسيّة.
وكان قد جدّد الوزيران الروسي والمالي رغبة بلديها في استمرار الشراكة العسكريّة الثنائية، مشدّدين على تصاعد الخطر الإرهابي نتيجة للانسحاب الجزئي للقوات الفرنسية.
ونوّه سيرغي لافروف إلى مواصلة موسكو تقديم المعدّات والذخيرة والأسلحة وتدريب العسكريين الماليين لضمان قدرة باماكو على مجابهة التهديدات الإرهابيّة.
وفي المقابل، كان قد نفى عبد الله ديوب خبر إبرام أي عقد بين باماكو والشركات العسكرية الروسية الخاصّة، مؤكّدا على أنّ هذه المزاعم تهدف إلى تشويه سمعة بلده.