الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

مقديشو-الصومال-10-11-2021


ذكرت تقارير من إقليم غدو بجنوب الصومال أن القوات الحكومية نجحت في طرد مقاتلي حركة الشباب في مناطق تابعة لمدينة غربهاري.

وأضافت التقارير أن القوات أحكمت سيطرتها على عدة بلدات كانت تحت سيطرة مقاتلي حركة الشباب على مدى السنوات القليلة الماضية.

وكان الجيش الصومالي قد شن عمليات عسكرية ضد حركة الشباب في هذه المدينة وهي واحدة من المدن التي ستُجرى فيها الانتخابات النيابية خلال الأسابيع القليلة القادمة.
يذكر أن عديد التقارير قد أبدت تخوفها عقب انسحاب القوات الأمريكية من الصومال من استغلال حركة الشباب أي فراغ أمني،إلا أن مؤشرات كثيرة توحي بتقهقر الحركة حيث أصبحت تعاني من أزمة هوية فعلية، ولا تزال منقسمة بين قوميين صوماليين يمثل الجهاد بالنسبة لهم شأنا محليّا لمجابهة التدخلات الخارجية، وعناصر “جهاديين” دوليين. وبالإضافة إلى ذلك ، باتت الحركة تفتقر إلى القاعدة الشعبية التي تؤهلها لحكم مناطق واسعة من الصومال، خصوصا في ظل ترسيخ النموذج الفيدرالي الحالي في البلاد. وحاليا تنتشر الحركة فقط في المناطق التي لم يتم تقعيد نظام الولايات الفيدرالية بشكل أفقي، وتحاول ملء الفراغ عبر تقديم نموذجها من “الحكم الإسلامي”، عدا ذلك، فهي تنتهج تنفيذ تفجيرات انتحارية في جنوب الصومال بدون أي أمل بأن ترقى إلى مهدّد فعلي لوجود الدولة.

وبرغم أن تعداد الجيش الصومالي لايتعدى 25 ألف جندي، وتضم القوات الخاصة “دنب” 1500 عنصرا بتدريب أمريكي، وقوات “غوروغور” حوالي 2230 عنصر بتدريب تركي،إلا أن من المستبعد أن تسيطر حركة الشباب مرة أخرى على الحكم، ويعود ذلك إلى محدودية فاعليتها أمام واقع الفيدرالية الصومالية الحالي القائم على الأسس العشائرية، وأبعد مدى يمكن أن تذهب إليه الحركة في هذا الاتجاه، هو استفادتها من تفاقم الخلافات السياسية بين الفرقاء السياسيين الصوماليين عبر توسيع عملياتها الانتحارية والاغتيالات السياسية في العاصمة.

ويعتبر عديد المراقبين أن أهم ما تفصح عنه إعادة قراءة ربط الحروب الأمريكية على “الإرهاب” أو “التهديد الإسلامي” بالدولة الفاشلة هي أنها وفرت بيئة حاضنة لـ”الجهاديين”، وكما بينت بعض الأبحاث الميدانية فإن الممارسات والإضطهاد من قبل الجيوش الأجنبية والقوات الأمركية كانت عاملًا رئيسيا في التعبئة للتمرد “الجهادي” في الحالة الأفغانية،. والأمر الملح في السياق الصومالي، هو أنه تم اختزال مشكلة الصومال في احتمالية كونها مأوى للإرهاب، وقدمت الدولة الجارة إثيوبيا منذ بدء الحرب على الإرهاب نفسها على أنها الراعي الإقليمي الرسمي لتلك الحروب، وكان مليس زيناوي يردد بأن الحرب على الإرهاب هي “هبة الرب من السماء إلى إثيوبيا”. بالإضافة إلى أنه ظهر مند سنوات تنافس إقليمي للعسكرة في شرق إفريقيا.