أديس أبابا-إثيوبيا-19-10-2021
أثارت مسألة وطريقة قبول عضوية “إسرائيل” بصفة مراقب في الإتحاد الإفريقي، جدلا كبيرا داخل المنظمة الإفريقية وخارجها، إذ ازدادت التساؤلات بالذات في الجزائر ومصر وتونس حول مدى تغلغل كيا الإحتلال العنصري في القارة الإفريقية.
وعلقت الدكتورة، أماني الطويل، خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على محاولة منح “إسرائيل” صفة عضو مراقب بالإتحاد الإفريقي،قائلة:
تمت ممارسة نوع من أنواع التخلي العربي عن الأفارقة بتأثير عاملين، الأول تقدير عربي خاطئ بأن الصراع العربي الإسرائيلي في طريقه إلى الحل، وبالتالي فإن الحاجة إلى الأفارقة كورقة ضد “إسرائيل” وككتلة تصويتية في المحافل الدولية قد انتفت،أما العامل الثاني، فهو تحولات النظام السياسي المصري وتخليه عن ثوابته الاستراتيجية التي حددها ميثاق ثورة يوليو في دوائر عربية إفريقية وإسلامية ، بل وإعادة النظر في مجمل الأدوار الإقليمية المصرية طبقا لقاعدة التكلفة والعائد، حيث اتسم هذا التحول بالقصور المعرفي بالضرورات الاستراتيجية المرتبطة بالتعاون العربى الإفريقي.
من جهتها، ذكرت وسائل الإعلام الكيان الصهيوني، أن
.”تل أبيب” باتت تملك علاقات مع 46 دولة، من أصل 54 ، وتوجد 11 دولة بها سفارات مثل رواندا، وجنوب إفريقيا، وكينيا، ونيجيريا، والكاميرون، وأنغولا، وإثيوبيا، وإريتريا، وغانا، وساحل العاج، والسنغال. كما تمتلك 15 دولة أفريقية سفارات في فلسطين المحتلة.
ووفقا للإعلام العبري بات العديد من قادة جيش الاحتلال، يسافرون بحرية إلى دول عديدة لتدريب جيوش تلك الدول، وعلى رأسها إثيوبيا وزامبيا وساحل العاج.
وبالإضافة إلى ذلك فإن أغلب أسلحة الدول الإفريقية هي أسلحة “إسرائيلية”، خاصة دول مثل رواندا وجنوب السودان والكونغو حيث تكثر الحروب الأهلية وعمليات القتل الجماعي في تلك البلدان.
وبحسب تقارير لصحيفة “هآرتس” العبرية باع كيان الإحتلال لإفريقيا ما قيمته 170 مليون دولار من الأسلحة، ويزداد ذلك الرقم بنسبة 5,2 بالمائة سنويًا.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، منذ إعلان دولة الاحتلال عام 1948، الكثير من المتغيرات التي وصلت إلى حد القطيعة والعداء، ولكن كيان الإحتلال ظل يعمل من خلف الكواليس لإعادة تلك العلاقات وتقويتها.
وبرغم أن الكيان الصهيوني استطاع إقامة علاقات مع عدد كبير من دول القارة، إلا أن وصول الرئيس جمال عبدالناصر إلى سدة الحكم في خمسينيات القرن الماضي كان له تأثيره الخاص على إفريقيا، حيث جعل القارة في الدائرة الثانية من استراتيجية مصر مباشرة بعد الدائرة العربية،ودعمت مصر عبد الناصر حركات التحرر الإفريقية وفتحت أبوابها أمام المناضلين وجامعاتها أمام عشرات الآلاف من الطلبة الأفارقة.
واستطاع الزعيم الراحل قلب المعادلة كليا، وقاد عملية إقناع الأفارقة بالإصطفاف مع العرب في صراعهم مع دولة الاحتلال، وهو وضع ظل ثابتا رغم التقلبات السياسية على مدى السنين، وحصلت قطيعة مدوية بين العصابات الصهيونية وأغلب الدول الإفريقية عقب العدوان على مصر في عام 1967، واحتلالها سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان.
ومع اندلاع حرب أكتوبر وحتى 12 نوفمبر 1973، قطعت 21 دولة إفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع “إسرائيل”، بل إن بعض الدول عرضت على مصر الاستعداد للقتال إلى جانبها.
إلا أن السد المنيع الذي ظل قائما في وجه التغلغل الصهيوني كان الزعيم الراحل معمر القذافي الذي دعم حركات التحرر ضد الأنظمة العنصرية بالقارة ، وزار الفارة من شمالها إلى جنوبها مقدما المساعدات لبناء المدارس والمستشفيات والمساجد،ثم جاءت جهوده الجبارة بإنشاء الإتحاد الإفريقي وقيادة مسيرته نحو الإندماج وتكوين بنك مركزي موحد وحكومة إفريقية فدرالية وسوق إفريقية موحدة..
نجح مع الرئيس الأوغندى عيدى أمين في قطع العلاقات نهائيا مع “إسرائيل” وطرد كل الإسرائيليين فعلا فجأة من بلاده فى مارس 1972، وتحول من صديق لـ”إسرائيل” إلى عدو لدود لها.
.
وكان القذافى وراء قطع علاقات تشاد مع “إسرائيل” في 28 نوفمبر 1972.
كما دفع النيجر إلى قطع علاقاتها مع أيضا فى 4 يناير 1973. وتكرر الأمر فى مالى التي قطعت علاقاتها مع “إسرائيل” في 5 يناير 1973.
وساهم القذافى مع مصر فى قطع العلاقات بين بوروندى وكيان الإحتلال فى 16 مايو 1973، وتكرر الأمر مرة أخرى مع توغو التى أعلنت قطع علاقاتها في 21 سبتمبر 1973..واعترف عديد الخبراء الصهاينة بأن”القذافى سبب لإسرائيل ضررا بالغا بنشاطه ضدها، خاصة فى أوغندا وتشاد والنيجر”.
لم تطأ قدما الإرهابي نتنياهو الأرض الإفريقية إلا بعد اغتيال القذافي.. ألم يصرح رئيس وزراء كيان الإحتلال نتنياهو خلال زيارته تشاد واستقباله من قبل الرئيس السابق إدريس دبي بأن”إسرائيل تعود إلى قلب إفريقيا التي حرمنا منها القذافي؟”..