الجزائر: 14-10-2021
أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الأربعاء، عن إحباط أجهزة الأمن لهجمات مسلّحة كانت تخطط لها “الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل “الماك” الانفصالية بمساعدة متواطئين في الخارج.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء، فقد جاء في بيان للمديرية العامة للأمن الوطني أنّ مصالح الأمن الوطني تمكنت، الأسبوع الجاري، من تفكيك نشاط جماعة إجرامية تنتمي إلى المنظمة الإرهابية “الماك”، تنشط على مستوى ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة، كما تمكّنت من إيقاف 17 مشتبها بهم.
كما أورد البيان أنّ الموقوفين كانوا بصدد التحضير للقيام بعمليات مسلّحة، تستهدف المساس بأمن البلاد والوحدة الوطنية، وذلك بتواطؤ أطراف داخلية تتبنى النزعة الانفصالية.
وحسب البيان، فقد اعترف المشتبه بهم بأنّهم كانوا على تواصل دائم مع جهات أجنبيّة عبر الفضاء السيبيراني، وتنشط هذه الجهات تحت غطاء الجمعيّات ومنظمات للمجتمع المدني متمركزة بالكيان الصهيوني ودولة من شمال إفريقيا.
كما أشار البيان إلى تمكّن الأجهزة الامنيّة من حجز وثائق ومستندات تفيد باتصالات مستمرّة مع مؤسسات الكيان الصهيوني، وأيضا حجز أسلحة وعتاد حربي ورايات ومناشير تحريضية خاصّة بالمنظمة الإرهابية “الماك”.
وجاء في نصّ البيان، أنّ مصالح المديرية العامة أعلنت عن إفشال مخطط المؤامرة التي تعود إلى العام 2014، ووفق ما جاء في التلفزيون العمومي أنّ خيوط المؤامرة تمت بمساعدة من الكيان الصهيوني ودولة أخرى من شمال إفريقيا في إشارة إلى المغرب وإسرائيل بدعمهما لمنظمتين مصنّفتين إرهابيتين هما؛ حركة “ماك” والتي يقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، والحركة الإسلامية “رشاد” والتي يقع مقرها في لندن.
وبثّ التلفزيون العمومي عقب نشرة الثامنة، تفاصيل هذه المؤامرة بالأدلة الدامغة باعترافات عناصر هذه الجماعة الارهابية التي تم توقيفهم، في ريبورتاج بعنوان “سقوط خيوط الوهم”.
وفي وقت سابق، وجّهت السلطات الجزائرية اتّهامات لـ “ماك” بإشعال الحرائق الضخمة التي اندلعت في منطقة القبائل شمال شرقي البلاد والتي أسفرت عن 90 قتيلاً.
كما قطعت الجزائر، في أغسطس الماضي، علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وسحبت سفيرها من العاصمة الرباط، كما أغلقت المجال الجوي لمرور الطائرات المغربية فوق حدودها الجويّة.
حركتي “رشاد” و”ماك”
تعدُّ حركة “رشاد” حركة جزائرية معارضة لنظام الحكم في البلاد، الذي تمّ إرسائه بعيد انقلاب 12 يناير 1992.
وتأسست حركة رشاد في 18 أبريل 2007، على إثر إقدام مجموعة من الجزائريين الذين عُرِفوا كمستقلين أو منطوين تحت أطر أخرى وهم مراد دهينة، محمد العربي زيتوت، محمد سمراوي، عباس عروة، رشيد مصلي بالمبادرة إلى إنشائها والدعوة لتكوينها لتكون بمثابة المحرّك والمؤطر لجميع قوى التغيير الشامل في الجزائر.
وتعتبر “رشاد” حركة مقاومة غير أنّها لا تؤمن باستخدام العنف بل تتبنى أسلوب الاحتجاجات السلمية بما فيها من عصيان مدني. وتسعى الحركة إلى تغيير جوهري شامل في الجزائر، تغيير حسب أهداف الحركة ينهي استبداد الحكم وطبائعه بما ينتج عنه بناء وإرساء دعائم حكم راشد.
في حين أنّ حركة “ماك” أو الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبائل وهي حركة أمازيغية تأسّست في العام 2001، على خلفيّة تواصل أعمال الشغب العنيفة داخل القبائل لإحداث القبائل أو الربيع الأمازيغي، وتطالب هذه الحركة باستقلال منطقة أو إقليم القبائل عن الجمهورية الجزائرية، حيث أعلنت هذه الحركة سنة 2010 في باريس، عن تشكيل حكومة قبائلية مؤقتة وذلك لإنهاء ما تسمّيه بالظلم والتهميش وهيمنة الحكومة الجزائرية للمنطقة وأبنائها.
وفي 18 مايو 2021، صنّف المجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، منظمة حركة استقلال منطقة القبائل الانفصالية المعروفة بـ”الماك” إلى جانب حركة “رشاد” الناشطتين في الخارج، على قائمة “المنظمات الإرهابية”، والتعامل معهما بهذه الصفة”.
وصرّحت، آنذاك، الرئاسة الجزائرية في بيانها بأنّ “المجلس تناول بالدراسة الأفعال العدائية والتحريضية المرتكبة من قبل ما يسمى بحركتي “رشاد” و”الماك”، والتي تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد والمساس بأمنها، واتخذ في هذا الإطار قرارا يقضي بوضعهما ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، والتعامل معهما بهذه الصفة”.