كيرتا وولجو: نيجيريا: 29-09-2021
اندلعت معارك دامية بين جماعتي “بوكو حرام” وتنظيم “داعش” حول جزيرة كيرتا وولجو في شمال شرقي نيجيريا، بداية الأسبوع الجاري.
ووفق ما أفادت به مصادر أمنية، فقد هاجم عدد من مقاتلي “بوكو حرام”، مدججين بالسلاح جزيرة كيرتا وولجو الاستراتيجية الواقعة على ضفاف البحيرة من الجانب النيجيري، والتي تسيطر عليها جماعة تنظيم “داعش” المسلّح في ولاية غرب إفريقيا “إيسواب”.
وتمك،ت الجماعة من السيطرة على الجزيرة التي كانت تعدّ ميناءا يستخدمه تنظيم “داعش” لاستيراد الأسلحة والمواد الغذائية إلى الأراضي الخاضعة لسيطرته.
وقال أحد شهود عيان وهو صياد محلّي: “كانت معركة مدمرة للطرفين، واستمرت أكثر من تسع ساعات، من الساعة الرابعة عصراً أمس حتى ساعات الفجر الأولى، سقط أكثر من 100 قتيل”. وبحسب ما أوردته مصادر أمنية، فقد حشدت جماعة “بوكو حرام” مقاتليها من معسكري جيجيمي وكواتار موتا في الجانب النيجيري من البحيرة ومن كايجا- كنجيريا في الجانب التشادي.
ولفت الشاهد إلى أنّ مسلّحي “بوكو حرام” قد تجمّعوا في جزيرة تومبون في الجانب النيجيري من البحيرة، وقاموا بإزالة ستّ نقاط تفتيش تابعة لتنظيم “داعش” في ولاية غرب إفريقيا قبل الاستيلاء على كيرتا وولجو. “.
ولم تورد السلطات المحليّة بعد الحصيلة النهائية للقتلى والجرحى من المسلحين الذين سقطوا في المعارك، وصرّحت المصادر الأمنية: “هذه ليست سوى بداية معركة داخلية بين الفصيلين، ستكون معركة حتى النهاية”.
واقتربت جماعة “بوكو حرام” من معاقل تنظيم «داعش» في مناطق سابون تومبو وجبيلارام وكواليرام.
وأكّدت المصادر الأمنية النيجيرية: “نحن على دراية أنّ زعيم تنظيم “داعش”، مصعب البرناوي، الآن يقيم في سابون تومبو بولاية غرب افريقيا حيث يُحتجز قادة كبار من “بوكو حرام” وقعوا في الأسر، كما يعيش مساعد البرناوي في جبيلارام مع بعض معاونيه، بينما يقيم قادة آخرون في المجموعة في جزر سيغير وكوسوما قرب كيرتا وولجو.
ويرى مراقبون أن منطقة هذه الجزر تحت تهديد جماعة “بوكو حرام” وفي هذا السياق سيبذل مقاتلي تنظيم “داعش” في ولاية غرب إفريقيا قصارى جهدهم لضمان سلامة رجاله من مقاتلي “بوكو حرام” الذين يعملون على فرض سيطرتهم في المنطقة بأيّ ثمن.
ونتيجة للتمرّد الذي قامت به جماعة “بوكو حرام” في العام 2009 شمال شرقي نيجيريا، فخلّف النزاع ما يزيد عن 36 ألف قتيل، ومليوني نازح، وفي العام 2016، انقسمت المجموعة مع الفصيل التاريخي من جهة، وتنظيم “داعش” في ولاية غرب إفريقيا المعترف به من التنظيم المتطرّف من جهة أخرى.
وتعززت سيطرة التنظيم الإرهابي على المنطقة منذ مقتل زعيم “بوكو حرام” أبو بكر شكوي في أيار الماضي في اشتباكات مسلّحة بين الجماعتين الارهابيتين.
ووفقا لذات المصادر الأمنيّة، فبعد مقتل الزعيم شكوي هرب مقاتلو جماعة “بوكو حرام” بقيادة باكورا بودوما أحد مساعديه السابقين، من معقلهم السابق في سامبيسا إلى الأراضي التي يسيطرون عليها بالضفّة النيجيرية لبحيرة تشاد.