الثلاثاء. نوفمبر 19th, 2024

الرباط-المغرب-08-9-2021

تحدثت تقارير إعلامية عن سعي المغرب إلى شراء مروحيات حربية متطورة من تركيا.

وبحسب موقع”هسبريس”دخل المغرب في مفاوضات مع تركيا، لشراء 22 طائرة مروحية هجومية من تركيا، بالإضافة إلى صواريخ ومعدات إلكترونية، بقيمة 1.3 مليار دولار،إلا أنها تأخرت بسبب عقوبات أمريكية على تركيا نهاية عام 2020.

وكشفت مصادر مغربية النقاب عن أن الرباط بدأت بالتفاوض مع أنقرة من أجل إبرام صفقات أسلحة معها، في الوقت الذي تُعطل فيه إدارة الرئيس بايدن صفقات أسلحة مع المغرب اتفقَ عليها خلال ولاية الرئيس السابق ترامب.

ووسط غموض الموقف الأمريكي والتأخر الحاصل، أعلن المغرب في أبريل الماضي، اقتناء 13 طائرة بدون طيار
من نوع “بيرقدار تي بي 2” بمبلغ 80 مليون دولار.
من جهته،ذكر موقع “غلوبال ديفنس كورب” أن المغرب وقع صفقة جديدة مع تركيا من أجل الحصول على منظومة الحرب الإلكترونية من طراز “كورال” بقيمة 50 مليون دولار في صفقة تاريخية غير مسبوقة لأن هذا السلاح هو أفضل سلاح مجرب تمله تركيا اليوم، والمغرب سيكون ثاني بلد في العالم يحصل على هذه المنظومة بعد تركيا.
وتستخدم هذه المنظومة في التشويش والاختراق وفي قطع الاتصالات عن الرادارات المعادية سواء أكانت رادارات جوية أو رادارت أنظمة الدفاع الجوي أو حتى رادارات الطائرات.

وكشف تقرير دولي لمعهد ستوكهولم للسلام صدر مؤخرا، أن المغرب أنفق خلال العام الماضي، 4.8 مليارات دولار في صفقات اقتناء أسلحة ومعدات عسكرية، بينما تصدرت الجزائر قائمة الإنفاق العسكري في إفريقيا بـ9.7 مليارات دولار.

وفي يناير الماضي، اقتنى المغرب نظام الدفاع الجوي الأمريكي”باتريوت”،وهو نظام صواريخ أرض جو متوسطة المدى مصمم لتحييد التهديدات الجوية.ويعتقد المغرب أن هذا السلاح سيغلق فجوة رئيسية ويضعه في وضع أفضل تجاه الجزائر التي جهزت جيشها بأنظمة 300إس الروسية.

ويحتل الجيشان الجزائري والمغربي المرتبة الثانية والخامسة على التوالي في إفريقيا، ويخصصان مبالغ مذهلة للحصول على أحدث المعدات العسكرية. وفيما تفضل الرباط الأسلحة الأميركية والفرنسية، تركز الجزائر على الأسلحة الروسية الصنع.
ويرِدُ اسما المغرب والجزائر ضمن قائمة الدول الـ 40 الأكثر إنفاقا على القطاع الدفاعي واقتناء الأسلحة في العالم خلال العام 2020.

سباق تسلح متصاعد تشهده الدولتان الجارتان التي لم تكد تخفت خلافاتهما حتى تعود من جديد إلى مزيد التوتر منذ حرب الرمال عام 1963 مرورا بالخلاف المستعصي بشأن الصحراء الغربية،وصولا إلى إغلاق الحدود البرية في منتصف تسعينات القرن الماضي، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مؤخرا وتصاعد الحملات الإعلامية والإتهامات المتبادلة..

سباق تسلح خطير قد يقود منطقتي الشمال الإفريقي والساحل والصحراء إلى نزاع مجهول العواقب..فإذا كان المغرب ليس لديه “خصم” سوى الجزائر،فإن هذه الأخيرة تبرر عمليات التسلح على خلفية ما يجري على حدودها الواسعة مع كل من مالي والنيجر بسبب تنامي الحركات الإرهابية هناك ،ومع ليبيا بسبب الوضع الأمني الهش وانتشار الجماعات المسلحة،فضلا عن الوضع في الصحراء الغربية.
فهل يسقط حكام المنطقة في لعبة دولية أكبر من طاقتيهما،أم أن الحكمة والعقل سيتغلبان على عقود من التنافر إدراكا لمصلحة شعوب المنطقة التي كانت تتوق منذ مؤتمر طنجة إلى التكامل والإندماج المصيري؟
وهنا نستذكر ما قاله الملك الراحل الحسن الثاني في قمة تأسيس اتحاد المغرب العربي في مراكش في 17 فبراير 1989 -وقد كنت أحد الشهود على ذلك في كلمته بالجلسة الختامية-مستشهدا بقوله تعالى(( لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)).