السبت. نوفمبر 16th, 2024

تونس:27–02-2021– أميرة زغدود

وجّهت حركة “النهضة” الإخوانية دعوة لأنصارها من الشعب، إلى المشاركة المكثفة في مسيرتها التي تنتظم، اليوم السبت 27فبراير2021،  بالعاصمة تونس لتوجيه رسالة إلى مختلف الأطراف ظاهرها بشأن ضرورة الحوار وتعزيز الوحدة الوطنية، باطنها اتهام رئيس الجمهورية بالانقلاب على الشرعية المزعومة، بعد حالة الاحتقان السياسي التي خلقتها الحركة .

ويذكر  ان حالة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي تسببت في تناحر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بخصوص التحوير الوزاري الذي تقدّم به رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي، وقوبل بالرفض من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد لأداء اليمين الدستورية للوزراء المقترحين  والتي تعلّقت شبهات فساد بالبعض منهم، وفق  سعيد .

حركة الإخوان التي لها التمثيلية الأكبر في البرلمان التونسي، ب 54 نائبا من أصل 217 نائبا، وجهت دعوة، بعد اجتماع مكتبها التنفيذي منذ أسبوعين، الى أنصار الحركة ، هذه الدعوة التي تستتر وراؤها لإخفاء فشلها الذريع وانكشاف حقيقتها التي سعت لسنوات لعدم فضحها.

وتدّعي الحركة  أن المسيرة هي رسالة إلى مختلف الأحزاب السياسية والاجتماعية حول ضرورة الحوار وتعزيز كافة أسس الوحدة الوطنية والممارسة الديمقراطية، لكن المتعارف عليه أن التحركات الإحتجاجية لا بد أن يكون لها محرّك أساسي .. فماهي محركات هذه المسيرة ؟؟

اليوم، وبعد عقد من الزمن من بلوغ الحركة الاسلامية الاخوانية سدّة الحكم، لم تعرف تونس سوى الخراب، عشر سنوات لم تعرف تونس فيها الرخاء أو حتى تحقيق المستوى الأدنى من سيرورة الانتقال الديمقراطي الذي ظلّ غاية يناشدها كلّ التونسيين .

أزمات متعددة الوجوه في تونس

لا تقتصر الأزمة في تونس على الجانب السياسي فقط بل طالت كافة المجالات ، فتردي الأوضاع الاجتماعية  وأيضا الوضع الصحي الهشّ خاصة مع جائحة كوفيد 19 والازمة الحقيقية هي الاقتصاد الذي تجاوز خط الافلاس.

حيث خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، الثلاثاء، تصنيف الإصدار الطويل الأجل للعملة الأجنبية والمحلية لتونس من B2 إلى B3، وحافظت على توقعاتها السلبية.

وسبق أن أكدت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، تصنيف تونس عند مستوى B2 مع نظرة مستقبلية سلبية، في شهر أكتوبر 2020، بعد أن قامت بوضع تصنيف تونس B2، قيد المراجعة نحو التخفيض في شهر إبريل 2020.

وبحسب الوكالة ، فإن التصنيف يعكس ضعف الحوكمة في مواجهة زيادة القيود الاجتماعية التي تمنع بشكل متزايد مرونة الحكومة في تنفيذ التعديل المالي والإصلاحات في القطاع العام، التي من شأنها أن تحقق الاستقرار وتعكس في نهاية المطاف عبء الديون الحقيقي.

وشدّد البيان على أن النظرة المستقبلية السلبية هي نتيجة مخاطر الهبوط المتعلقة بالمزيد من التأخير في التفاوض وتنفيذ برنامج مموّل من صندوق النقد الدولي.

وفيما يتعلّق بالوضع الصحي بالبلاد في مواجهة كوفيد 19 ، يذكر ان تونس هي البلد العربي الوحيد إلى اليوم الذي لم يقم بعملية التلاقيح ضدّ الوباء ارتباطا بالأزمة الاقتصادية الخانقة.

من الواضح اليوم، أن انتهاج الحركة الإخوانية لسياسة التظاهر ما هو إلا غطاء لدحض حقيقة فشلها الذريع في تحقيق مطالب ثورة 2011، بل تأكيدا لإفلاس الحركة و استنفاذها لكافة فرص الانتماء إلى مستقبل تونس الذي يرجوه الشعب.