الأثنين. نوفمبر 18th, 2024

الخرطوم-السودان-06-01-2021


تصدي الجيش السوداني لهجومين نفذتهما قوات إثيوبية وتمكن من أسر أحد المهاجمين، وذلك في أحدث مواجهات بين الطرفين بعد فترة من الترقب الحذر.

ونجح الجيش السوداني في استرداد مساحات زراعية، كانت قوات ومليشيات إثيوبيا قد وضعت يدها عليها بقوة السلاح خلال الـ26 عامًا الماضية، وقد بدأت عملية استرداد هذه المساحات في 9 نوفمبر 2020.

وذكرت مصادر عسكرية سودانية،أمس الثلاثاء أن قوة من سلاح المظلات والإستخبارات العسكرية تصدت، أمس الأول الإثنين، لهجوم من قبل قوات إثيوبية مزدوة بأسلحة ثقيلة.

وأشارت إلى أن الإشتباك العسكري وقع في منطقة “سريبة” الحدودية لإقليم التغراي الإثيوبي، مستعبدة أن يكون الإشتباك مع مليشيات نظرًا للأسلحة الثقيلة التي هاجمت بها.

وكشفت المصادر العسكرية عن تصدي قوات الإحتياط السودانية، لهجوم آخر في منطقة “العلاو” الحدودية، تزامن مع هجوم منطقة سريبة، وقد وقع هذا الإشتباك بعد أن توغلت مليشيا مسلحة داخل الأراضي السودانية.

وقالت الحكومة السودانية في وقت سابق إن الجيش يقاتل نظيره الإثيوبي في عملية استرداد المساحات الزراعية وليس مليشيات خارجة عن القانون.

وكان قد تم نشر تعزيزات من الجيش والشرطة الإثيوبية على الحدود، لمنع الفارين من إقليم التغراي من دخول السودان، وذلك بعد تجدد الإشتباكات العسكرية بين الجيش وقوات جبهة تحرير الإقليم. .

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعرض الفارين الجُدد إلى أعمال عنف كما نُهبت منازلهم.

ومنذ فترة يواصل الجيش السوداني إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع إثيوبيا، بغرض المضي في استعادة أراضٍ سودانية، يقول إنها ظلّت محتلة من إثيوبيا منذ 25 عاماً. 

ويدور النزاع بين البلدين الجارين حول منطقة الفشقة الحدودية، التي تنقسم إلى الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، وهو خلاف قديم بدأ منذ القرن الماضي، وتجلى أكثر خلال الستينيات بدخول مزارعين إثيوبيين إلى المنطقة، التي تعتقد إثيوبيا بأنها جزء من أراضيها، لكنها عادت وقبلت في العام 1972 بالحدود الموروثة من عهد المستعمر البريطاني، وبمبدأ ترسيم الحدود على أساس اتفاقية موقعة في العام 1902.

لكن ذلك الترسيم الذي يأمله السودان، لم يحدث طوال نحو 50 عاما، وتواصل معه التغول الإثيوبي في الأراضي السودانية، خصوصا في العام 1995، حيث بلغ ما بين 25 و30 كيلومتراً في العمق السوداني، طبقاً للتقديرات السودانية، منها أكثر من مليون فدان زراعي يستخدمها ما يربو على 1600 مزارع إثيوبي.

كما عمدت أديس أبابا إلى بناء قرى ومدن في المنطقة، وتأسيس عدد من المؤسسات الحكومية، خصوصاً الخدمية، مع تقييد تحرك الجيش والمواطنين السودانيين في المنطقة. 

واستفادت أديس أبابا في كلّ ذلك من انشغال السودان بملفاته الداخلية، ومعارك جيشه في جنوب وغرب وشرق البلاد.