الأحد. نوفمبر 17th, 2024

الخرطوم-السودان-24-12-2020


شنّت الجماعات الإثيوبية المسلحة، هجوما بالمدفعية الثقيلة على الجيش السوداني في منطقة أبو طيور بالفشقة الصغرى في المنطقة الحدودية بين البلدين.

وتعيش هذه المنطقة الحدودية مواجهات منذ فترة بين الجيش السوداني، وجماعات مسلحة إثيوبية، استولت على مناطق تتمسك الخرطوم بسيادتها عليها.

وكان وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح، قد أعلن أن الجيش استعاد أجزاء عديدة من الأراضي السودانية، لافتا إلى أن بلاده “جاهزة لكل الاحتمالات بشأن الاشتباكات على الحدود مع إثيوبيا.

وشدد الوزير على ان المناطق الحدودية المتاخمة لإقليم أمهرة الإثيوبي، هي على المستوى النظري والقانوني محسومة تماما وهناك اتفاقات دولية موقعة بين السودان وإثيوبيا تحسم الحدود، ولكن لفترة طويلة جداً كانت هناك تعديات إثيوبية داخل الحدود السودانية،وفق قوله.

وخلال الأسابيع الماضية، ارتفعت حدة التوترات الحدودية بين إثيوبيا والسودان، وبدأت طبول الحرب تدق بين البلدين، بعد مقتل عناصر من الجيش السوداني في هجوم للميليشيات الإثيوبية.

ويشار إلى ان الفشقة هي جزء من ولاية القضارف السودانية، وتتميز بوفرة المياه فيها، ويوجد بها أكثر من 600 ألف فدان صالحة للزراعة.

تعود الأزمة إلى عام 1957، عندما بدأت إثيوبيا في السيطرة على من خلال تسلسل المزارعين الإثيوبيين إلى الأراضي السودانية وزراعتها، حتى نجحوا في الاستيلاء على 300 فدان عام 196.

وفي سنة 1993، اشتعلت الأزمة بعد سيطرة الإثيوبيين على نحو 44 كيلو متر مربع من المنطقة، وتم تكوين لجان مشتركة لحل النزاع، وفي عام 2013، توصلت لجان ترسيم الحدود المُشتركة بين البلدين إلى اتفاق قضى بإعادة أراضي الفشقة للسودان لكنه لم ينفذ.

ومع مطلع الشهر الجاري واشتعال الصراع بين الجيش الإثيوبي وحكومة إقليم تيغراي المتاخم للسودان، عزز الجيش السوداني تواجده على الحدود الشرقية، وبدأ يتحرك لاستعادة جزء من هذه الأراضي.

ويذكر انه ليست هذه المرة الأولى التي تهاجم فيها الميليشيات الإثيوبية الجيش السوداني، وفي مايو من العام الجاري، هاجمت عصابات الشفتة، التابعة لقبائل الأمهرة، القرى المحيطة بمدينة القضارف السودانية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وجرح عدد من العسكريين السودانيين.

ولكن يخشى بعض المراقبين من أن التوترات هذه المرة قد تتوسع إلى حرب، وإنها تشكّل تهديدا كبيرا على منطقة تعجّ أصلا بالاضطرابات والصراعات، والتي كان آخرها صراع إقليم تيغراي.

وكان السودان قد ساند قوات تيغراي منذ 3 عقود، في الحرب التي أطاحت بالحكام الشيوعيين لإثيوبيا في صراع تسبب في تدفق موجات من اللاجئين الفارين غربا عبر الحدود.

ويعتقد خبراء أن الصراع بين الطرفين لن يتطور إلى مواجهات عسكرية موسعة، خاصة وأن الطرفين اتفقا على حل قضايا الحدود عبر لجان مشتركة، ولفت إلى أن هناك اتفاقيات سابقة حول الأمر يمكن البناء عليها، بالإضافة أن ادارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، لديها حرب مفتوحة في الاقليم الشمالي، وليس بحاجة الى فتح جبهة جديدة .