الأثنين. ديسمبر 30th, 2024

تشاد-6-5-2024

يختار التشاديون في أول انتخابات رئاسية بمنطقة الساحل الإفريقي  ولأول مرة منذ مقتل ادريس ديبي، رئيسهم وسط إقبال وُصف بالمتوسط.

 وتعتبر الانتخابات هي الأولى بعد موجة من الانقلابات، وإثر ثلاث سنوات من سيطرة العسكر على السلطة في البلاد.

وتضع انتخابات اليوم ديبي- الذي عُين في 20 أبريل 2021 رئيسا للمرحلة الانتقالية، حين كان لا يزال في الـ37 من العمر، على رأس مجلس عسكري يضم 15 من الضباط الكبار، – في مواجهة رئيس وزرائه سوسيس ماسرا الذي كان في السابق معارضا سياسيا وفر إلى خارج البلاد في عام 2022

ويُشارك في الانتخابات أيضا رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي و7 مرشحين آخرين من بينهم امرأة.

وتعليقا عن الانتخابات الأولى في الساحل الأفريقي، قال المحلل المختص في الشأن الأفريقي، إبراهيم عيسى، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ السباق الانتخابي يأتي تزامنا مع بداية انسحاب القوات الأمريكية من تشاد الذي يعتبر الحليف الأكبر في منطقة غرب ووسط أفريقيا.

واعتبر عيسى أنّ تشاد التي تقع في منطقة يشوبها العنف المسلّح وتسعى أطرافا كثيرة إلى بسط السيطرة عليها وترسيخ نفوذه فيها نجح في الوصول لهذه المرحلة بسلام، لافتا إلى أنّ انجامينا هي أخر عاصمة لازالت فرنسا تتمركز فيها بعد أن طُردت قوات الاخيرة من النيجر وبوركينافاسو ومالي.

 وأفاد بأن أولوية الرئيس المقبل بعد سنوات من الحكم العسكري استعادة الاستقرار وتعزيز موقع تشاد أفريقيا في منطقة ساخنة ومليئة بالانقلابات .

وقال إنّ أكثر من 40% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر، فضلا عن تدفق اللاجئين الفارين من صراعات الدول المجاورة، والذي يؤدي بدوره إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي فيها.

وذكّر محدثنا بأنّ المجلس العسكري في البلاد بقيادة محمد ديبي نجل الرئيس السابق، الذي قتل متأثرا بجروحه في أبريل 2021 بعد اشتباكات مع المتمردين بعد نحو 10 أيام فقط من فوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية سادسا حاصلا على 80% من الأصوات، قدّم  دستورا جديدا للبلاد الذي مهّد لهذه الانتخابات برغم دعوات المعارضة  لمقاطعة الاستفتاء على الدستور الذي  تعتبره وليدا  لحكم  ونظام عسكري.

وعن بدء الانسحاب الأمريكي، قال المحلل السياسي إنّها ضمن خطوة تحجيم العلاقات بين تشاد والولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلان التحالف مع روسيا الاتحادية، مشيرا إلى انجامينا  تقاطع  مستعمراتها وكل من يحكم نفوذه على ثرواتها في اتجاه الانعتاق النهائي وخلق علاقات جديدة مع روسيا والصين بعيدا عن  التدخل الأمريكي الذي أرهق القارة السمراء عموما.

الجدير بذكره أنّ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت نحو 8.5 مليون شخص .

ويبدو أنّ إنجاح الانتخابات بات قريبا برغم حالة الاحتقان السياسي الذي تشهده البلاد.