السبت. نوفمبر 23rd, 2024

السودان-12-4-2024

خلّف النزاع المستمر في السودان في عامه الأول، 12 ألف ضحية ونزوح أكثر من 8.5 ملايين شخص داخل البلاد و1.8 إلى خارجها، حيث باتت البلاد على “شفا مجاعة” وفق الولايات المتحدة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفليد الخميس 11 أبريل، “بينما تتجه المجموعات السكانية نحو المجاعة، ومع انتشار الكوليرا والحصبة، وبينما يواصل العنف حصد أرواح عدد لا يحصى من الضحايا، ظل العالم صامتاً إلى حد كبير، وهذا يجب أن يتغير”، مشيرة إلى أنه بكاد تمت تلبية “5% من نداء الأمم المتحدة الإنساني للسودان”.

من جانبه أكد كبير المتحدثين باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنه منذ بدء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هرب أكثر من مليوني لاجئ/ة إلى البلدان المجاورة، لافتاً إلى أن “أكثر من 24 مليون شخصاً بحاجة إلى مساعدات”.

وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، محمد مصطفى، في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إن هوس الاستحواذ على السلطة بين الأطراف المتحاربة هي السبب وراء استمرار الحرب التي زادت في تقسيم البلاد وتدمير بنيته المهترئة وتقسيم شعبه، لافتا إلى أنّ الصراع اثبت أنه صراع على “النفوذ” والسلطة لا غير.

وأفاد محدثنا بأنّ النخبة السياسية والعسكرية ينقصها الكثير من الوعي والحزم لتحديد مستقبل العملية السياسية المُعطلة نتيجة ” انعدام الاحساس بالمسؤولية تجاه البلد، مذكرّا بالمبادرات التي أُقترحت أفريقيا واقليميا وغربيا لحلحلة النزاع لكنها لم تفلح في بلوغ الهدف بسبب ما اسماه ب” صبيانة الأساليب المتّبعة والتي لم تؤدي إلا للتقسيم وفرض مخططات غربية لا تريد الاستقرار للسودان الذي يتحوزُ على ثروات قادرة على إطعام القارة السمراء والمنطقة العربية.

وأكّد السياسي السوداني أنّ الجهل الذي تتميز به أغلب الطبقة السياسية والعسكرية الحالية نتيجته هذا الخراب والدمار .
ولفت إلى أنّ القصف الجوي والمعارك والنهب دفع بزيادة عزلة أقاليم البلاد المترامية الأطراف، وبات الوصول إلى 90% من السودانيين الذين أضحوا على حافة الجوع مستحيلا، مشددا على انّ هذه المآسي التي قطعت بين أفراد الشعب الواحد لم يشعر بها المتحاربون من أجل الكرسي الملطخ بدماء الأبرياء.

وقال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، إنه من المؤلم أن تُغتصب نساء السودان أمام مرأى العالم ومسمعه دون تحرّك فعلي يوقف اختطاف البنات وتزويجهن القسري وارتفاع درجة العنف ضدهن، ” النساء أُّغتصبن أمام أسرهن وفتيات تمّ بيعهن في أسواق للرقيق في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة أخرى، خصوصا في شمال دارفور، ولم تتحرك الأمم المتحدة لكبح جماع هذه المليشيات التي تتعامل بوحشية “.

وأفاد بأنّ ولاية الجزيرة في قلب السودان كانت أكثر المناطق تضررا ومأساوية، وقد نزح غالبية سكانها هربا من بطش الجماعات المسلحة وعنفها المستمر لعام كامل.

وتطرّق إلى التجاوزات لتي مسّت حقوق الإنسان في تلك المنطقة، لافتا إلى أنّ التحقيقات التي باشرتها المحكمة الجنائية الدولية الصائفة الماضية بشأن جرائم حرب محتملة في دارفور، لا سيما أعمال عنف جنسية واستهداف مدنيين استنادا إلى انتمائهم العرقي يخشاها مرتكبو الإبادة الحاصلة بل ضاعفت تلك المليشيات أعمال العنف والقتل .

وعن المحادثات المرتقبة 18أبريل الجاري، أفاد بأّنها لم تؤدي إلى أية نتيجة مع تعنت الأطراف المتصارعة التي وفق رأيه يبدو أنها لا تريد الحل ويخدمها هذا الوضع المأساوي والفوضى .

ويذكرأن يوم الاثنين 15 أبريل الجاري يصادف الذكرى السنوية الأولى للنزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد ملايين آخرين، وتدمير البنية التحتية للبلاد خاصة في العاصمة خرطوم، وتسبب في كارثة إنسانية.