السينغال-25-3-2024
بينت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية السنغالية فوز المرشح المعارض باسيرو ديوماي فاي، على أن تجرى جولة ثانية من التصويت إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلوبة، وهي ما يتجاوز 50 بالمائة من عدد الأصوات.
وكان ماكي سال الرئيس السابق قد حذر من إعلان أي فوز بشكل مبكر.
ويترك سال، الذي انتخب للمرة الأولى في 2012، المنصب بعد تدني التأييد له نتيجة مساعيه لتأجيل الانتخابات إلى ديسمبر، وكانت مقررة في البداية في 25 فبراير.
وجرت الانتخابات في مناخ هادئ وشارك فيها ملايين الناخبين لاختيار الرئيس الخامس للبلاد، بعد ثلاث سنوات من اضطرابات سياسية غير المسبوقة.
وأظهرت المجموعة الأولى من الإحصاءات التي أعلنها التلفزيون فوز فأي بغالبية الأصوات، مما دفع الناس للخروج إلى الشوارع في احتفالات واسعة النطاق بين أنصار المعارضة في العاصمة دكار.
وتعليقا عن هذه الانتخابات قال المحلل السياسي المختص في الشأن الأفريقي، محمد شهاب، في صحيفة مع ستراتيجيا نيوز، إن المستعمرة الفرنسية هي الوحيدة في أفريقيا جنوب الصحراء لم تشهد انقلابات عسكرية وهي دولة تعيش في استقرار سياسي وأمن وهي المرة الخامسة يتم فيه التداول السلمي على السلطة سليما، لافتا إلى أن السنغاليين يدركون قيمة بلدهم وهم أكثر الشعوب في تلك المنطقة استقرارا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وهم قادرون على حماية وطنهم بالشكل الصحيح بعيدا عن منطق العنف والانقلابات والفوضى التي لن تولد إلا دمارا.
وأفاد بأنّ فوز المعارضة سيكون هناك توجه آخر كلّي، حيث في الفترات الماضية الرئيس الأسبق ليوبولد سيدار سنغور الذي حكم 18 عاما كان رجل فرنسا وهو من تمسك بالاستعمار الفرنسي، حيث حين طالب الأفارقة عام 1958 بالاستقلال ومغادرة القوات الفرنسية كان ينادي هو ورفيقه رئيس ساحل العاج فيليكس أوفوي بوانيي كانا يتمسكان ببقاء القوات الفرنسية، لكن الاستقلال كان أمرا واقعا فقبلا لكنهما جعل كل من وطنه مرتعا لفرنسا أو حضيرة فرنسية وإثر 18 عاما سلّم لسلطة طواعية لخلفه عبد الضيوف الذي استمر22 عاما بنفس الأسلوب لكن بعد تجاذبات بينه وبين زعيم المعارضة عبد الله واد الذي فاز في انتخابات عام 2000 وحكم 12 عاما لكن لم يغير شيئا من السياسات الأساسية والتحالف المباشر أو الوصاية الفرنسية التي كانت موجودة.
وتابع: “إثرهما جاء ماكي سال وظل منذ 2012 وجعل دكار أقرب إلى فرنسا أكثر مما كانت، وبرغم التوجهات الجديدة في أفريقيا والتي عنوانها التحرر من فرنسا الآن، السنيغاليون أدركوا ذلك بوعي في الانتخابات ولم يختاروا رجلا آخر لباريس في بلدهم”.
ولفت إلى أن الفائز الجديد بالانتخابات من الشخصيات التي تعلن انفصالها عن فرنسا بشكل واضح بدءً من السياسة والاقتصاد بالتخلص من العملة الفرنسية ، مفسّرا، ” قد نرى قريبا سينغال ضمن تحالف الساحل الجديد المنفصل عن فرنسا على غرار النيجر ومالي وبوركينافاسو ومن المتوقّع أن تكون شريكة مع الحلف المناهض لباريس في غرب أفريقيا، وأيضا العملة الأفريقية المرتقبة قد تكون دكار الرائدة فيها، ولاننسى أنها دولة مظلومة إعلاميا برغم انها متطورة ولديها بنية تحتية هائلة تتفوق على جارتها ومستوى التعليم هو الأفضل على مستوى القارة، وهي المقر الإقليمي للمنظمات الدولية والاقليمية في غرب أفريقيا باستثناء منظمة الاكواس وبنك التنمية الأفريقي”، حيث تضمن المنظمات الدولية والإقليمية “.
وشهدت دكار منذ 2021 فترات من الاضطرابات نتيجة الصراع الشرس بين سونكو، مستشار المرشح ديوماي فاي، والسلطة، فضلا عن التوتر الاجتماعي والغموض الذي أبقى عليه الرئيس لفترة طويلة حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة، واستمرت الأزمة مع تأجيل الانتخابات.
وأجّجت الخطوة اضطرابات ومخاوف من هيمنة الدكتاتورية في البلاد، مما دفع المجلس الدستوري للحكم بإجراء التصويت وعدم تمديد ولاية سال لما بعد الثاني من أبريل.
تأتي هذه الانتخابات عقب أزمة سياسية غير مسبوقة في البلاد اثر قرار الرئيس ماكي سال في 3 فبراير الماضي، بتأجيل الاستحقاق إلى موعد لاحق، والذي كان مقررا في 25 فبراير. لكن للحيلولة دون تعمق الأزمة السياسية، تدخل المجلس الدستوري واجبر الرئيس سال على تحديد موعد جديد لإجرائها.