تشاد-19-3-2024
أبرزت التطورات الأمنية والسياسية الأخيرة في تشاد المخاوف الحقيقية من ملف المتمردين الموجودين في الأراضي الليبية، بعد عودة المئات منهم، في انسحاب وُصف بأنه غير مدروس من دون وجود خطة محددة تكشف الالتزام بعدم عودتهم مجددا.
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية إبراهيم زين كونجي في حديث مع صحيفة ستراتيجيا نيوز، إنّ يرفض تسمية التشاديين بالمرتزقة، لاعتبار أنّ 50% من سكان الجنوب الليبي يحملون أصولا تشادية، مشيرا إلى أنّ وضع التشاديين في ليبيا يختلف مقارنة بالمقاتلين من جنسيات أخرى.
ولفت إلى أن الاقتتال الداخلي الذي يوجد في كل أنحاء بليبيا وتستعين الأطراف المتناحرة فيه على كل من يقاتل في ظلّ استمرار دوامة الصراع في البلد المفكك لن يتوقف لا بسبب التشاديين بل نتيجة التدخلات الاجنبية.
وأفاد بأن الصراع المسلح دفع بتوافد المسلحين إلى ليبيا، معتبرا أن النضال الليبي والتشادي كان مشتركا منذ قبل تقسيم سايسبيكو ، ولم تسمح العلاقات العريقة بين البلدين بأن تُعكر بسبب مجهولين مدفوعين من جهات أجنبية.
وذكّر بانسحاب نحو 900 متمرد يتبعون اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية، وهو تحالف من الجماعات المتمردة، من قاعدتهم الخلفية في جنوب ليبيا إلى بلادهم، ضمن الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام الموقع بالدوحة في أغسطس 2022.
واستغرب كونجي التركيز على التشاديين برغم وجود مرتزقة من دارفور والسودان في ليبيا، متسائلا: هل يعتبرون الاخطر؟”.
وأضاف: “كل ما يجري في ليبيا ليس لمصلحة أي أحد، “التشادي في ليبيا ليبي، والليبي في تشادة تشادي نتيجة التداخل الجغرافي والتاريخي والعشائري والاجتماعي والنسب”.
وعن المعارضة التشادية في ليبيا، قال محدثنا إنها وجودها بدأ عام 1966، وبعد تولي الراحل العقيد معمر القذافي السلطة سنة 1969 حين قدم دعوة إلى المتمردين التشاديين، وتحديدا حركة التحرير التي كان يدعمها، ولها معسكرات في جميع الأراضي الليبية إلى غاية العام 1987، وتلك الفترة انتهت بشكل مؤقت عندما دعا زعيمهم أتباعه إلى الانضمام لحسين الحبري، ولكن لم يمكثوا كثيرا.
واعتبر أنّ الجنوب الليبي طالما كان ملاذا آمنا لعدة عوامل، منها غياب سلطة مركزية واسعة الرقعة، والتداخل الاجتماعي.