قسم الأخبار 19-01-2024
يعقد الاتحاد الأفريقي قمة، في مطلع فبراير المقبل، بشأن ليبيا، وذلك في إطار السعي للتوصل إلى حل للأزمة الممتدة، منذ 11 عاما.
على مدار السنوات الماضية لم يستطع الاتحاد حل أي من الأزمات المندلعة في القارة السمراء، ما يجعله بعيدا عن تقديم أي حلول للأزمة الليبية، بحسب رأي الخبراء.
ويأتي الاجتماع المرتقب في ظل إخفاق البعثة الأممية برئاسة عبد الله باتيلي، في تقديم أي جديد للمشهد منذ قدومه، إذ تتمسك كل الأطراف بمواقفها وتتعمق الأزمة بشكل أكبر.
و يسعى الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو، بصفته رئيس اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، إلى عقد قمة أفريقية بخصوص الملف الليبي، وذلك في إطار التمهيد لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي ستحتضنه مدينة سرت، في أبريل المقبل، رغم عدم التقدم في ملف المصالحة حتى الآن.
حول أهمية الاجتماع المرتقب، وما يمكن أن يترتب عليه، قالت رئيسة “مفوضية المجتمع المدني” في ليبيا، “بريكة بالتمر”، إن “التعثر في الملف الليبي أمر لا يمكن لأحد أن ينكره”.
وأضافت بريكة بالتمر في حديث لها ، أنه “كان من المأمول أن يوفر الاتحاد الأفريقي حظا أفضل من بعثة الأمم المتحدة، لجمع الفرقاء الليبيين، غير أن كافة المسارات تبدو متعثرة”.
ولفتت إلى ضرورة طرح المعوقات بصورة جلية وواضحة، من أجل تشخيص الحالة الليبية، ووضع الحلول اللازمة.
وسعت البعثة الأممية إلى جمع الأطراف الليبية على طاولة خماسية، لكن الجهود لم تنجح حتى اللحظة.
في هذا الإطار، قال البرلماني الليبي، علي الصول، إن “الاتحاد الأفريقي كمنظمة إقليمية لا يمكنها فعل شيء في الملف الليبي، إضافة إلى أن قراراتها غير مؤثرة في المنظمات والمجتمع الدولي”.
وأشار إلى أن “الدول الأفريقية تعيش في واقع غير قادر على فرض التغيير، إذ لا يمكن فرض ما ينتج عن القمة على المجتمع الدولي أو إحداث التغيير في المشهد الليبي”.
فيما يتفق الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ العلوم السياسية الليبي، بشأن “عدم قدرة الاتحاد الأفريقي عن حل أي من المشكلات في القارة”.
وأضاف في حديثه، أن “العديد من الأزمات منها السودان وسد النهضة ومالي، وغيرها من الأزمات لم يقدم فيها الاتحاد أي حلول”.
ولفت إلى أن “القمة قد تقتصر على بيان تضامني مع ليبيا، دون تقديم أي خطة أو خارطة لحل الأزمة”.
وأشار إلى أن “الأطراف الليبية لا تعول على أي دور للاتحاد الأفريقي، لتأكدها أنه غير قادر على تقديم أي جديد للمشهد”.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في ظل وجود حكومتين في البلاد، واحدة شرقي البلاد مكلفة من البرلمان، وأخرى في الغرب وهي منبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، إذ ترفض الحكومة في طرابلس غربي البلاد، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة إلا عبر انتخابات.
وكان من المقرر أن تُجرى أول انتخابات رئاسية في ليبيا، في 24 ديسمبر2021، لكن خلافات سياسية بين مختلف أطراف الأزمة الليبية، فضلا عن خلافات حول قانون الانتخابات، حالت دون إجرائها.