الجمعة. ديسمبر 20th, 2024

قسم البحوث الأمنية والعسكرية 09-01-2024

إشراف الدكتورة بدرة قعلول

معاناة كبيرة يعانيها سكان الجنوب الليبي تتمثل في نقص حاد للوقود والأدوية وغياب البنية التحتية ومشاريع الإعمار والتنمية، الأمر الذي وصل إلى مطالبة شباب الجنوب بإصلاحات عاجلة، بعد إغلاق لعدد من الحقول النفطية، والتلويح بالتصعيد إلى إضراب عام ومطالب أكثر من ذلك.

يؤكد شباب الجنوب الليبي على أنّ الحراك في المنطقة الجنوبية هو حراك انبثق من الشارع نتيجة التجاهل والتهميش طيلة السنوات الماضية، ونداءات متكررة دون استجابة ووعود كثيرة دون أي تنفيذ على أرض الواقع، وخاصة وأن الشباب الليبي ينظر الى الأموال الليبية تسرق وتهدر من طرف أشخاص ليس لهم علاقة بالدولة الليبية وقد تمّ تعيينهم وفق مصالح إقليمية ودولية.

ومن خلال الكثير من المعطيات الميدانية فإن التصعيد أصبح واقعا والمطالب أصبحت مشروعة والوضع الأمني ينبؤ بإنفجار كبير في الجنوب الليبي وخاصة وبحسب المصادر والمعطيات فالجنوب الليبي “غارق” بالسلاح والمتمردين التشاديين والنيجريين وحتى الإرهابيين الذين قدموا من سوريا والعراق وهم على أهبة الإستعداد للمشاركة في العماليات العسكرية… وما ينتظر ليبيا خاصة من الجنوب خطير جدا.

الوضع المتدهور في الجنوب هو أرضية جاهزة للإنفجار والتمرد وخاصة للأعمال المسلحة… فالوضع الإجتماعي المتدهور جدا هو السبب الرئيسي للإحتقان الكبير في المنطقة الجنوبية عامة وبراك الشاطئ على وجه الخصوص، رغم كل الجهود التي تعلق بها المواطن على إثر الخطوات التي قامت بها الأجهزة الأمنية من إغلاق محطات السوق السوداء للبنزين، وجهود الجهات الأمنية في ضبط آليات بيع الوقود.

فالمواطن في الجنوب الليبي يعاني من ضيق كبير بسبب المشاكل الكبيرة منها تهالك البنية التحتية ومحطات الصرف الصحي، ورداءة الخدمات العامة، وعدم ووجود مشاريع تنفذ على أرض الواقع، بينما يشاهد المواطن ما يحدث من تنمية في باقي مدن ليبيا، والعديد من الانجازات والإعمار بشكل عام، ما تسبب في حالة كبيرة من الاحتقان وجعل شباب الجنوب يخرجون من صمتهم ليطالبوا بحقوقهم، وخاصة وأن كل الجهات الخارجية والداخلية أصبحت تعوّل عليهم للضغط على حكومة الدبيبة المنتهية.

كما أنّ المواطن في الجنوب لا يرى أي عذر يحول دون تقديم الدعم والتنمية للمناطق الجنوبية، وعلى ذلك تحرك شباب الجنوب في حراك رسمي، بعد استقرار وضع البلاد.

ومن أبرز مطالب الجنوب كانت حل ملف أزمة الوقود الشائكة التي لم تجد حل وإجابة واضحة من الدولة والحكومة الليبية، وهذا دليل على الفساد الكبير المصاحب لهذا الملف، وعدم وجود الرغبة الصادقة في حل هذه المشكلة نظرا لاستفادة أطراف بعينها، كما طالب شباب الجنوب بضرورة بدء عجلة الأعمار.

وبحسب التقارير والمصادر التي إعتمدناها فإنّ المنطقة الجنوبية لم تشهد أي إعمار أو مشاريع كما هو ملاحظ في بعض المدن، وهذا دليل واضح على التهميش للمنطقة الجنوبية، ويعتقد سكان الجنوب  أن التهميش راجع لإستخفاف الجهات الحكومية بالمنطقة وغياب الضغط من أهالي الجنوب على الحكومات المتتالية للاهتمام بالمنطقة الجنوبية وقد حان الوقت للتحرك وفرض مطالبهم.

الخلاصة:

حرب في ليبيا ستبدأ من الجنوب وسوف تنتقل العدوى لأغلب المناطق الليبية وتحريك ورقة الإرهاب واردة جدا في المرحلة هذه لإعتبارات كثيرة وأهمها الحرب القائمة في الشرق الأوسط والصراع الكبير للدول الكبرى على مناطق النفوذ العالمي خاصة الطاقي… تحولات عالمية كبرى ستكون ليبيا في الثلاثية الثانية من هذه السنة على المحك وطوفان شمال إفريقيا على الأبواب…

كما أن عموم ليبيا لم يشهد التنمية الكبيرة لأن أغلب الحكومات السابقة صاحبتها شبهات فساد كبيرة، ولم تقم بإنجاز أي شيء، وآخرها حكومة الوحدة الوطنية التي لم تقدم أي شيء للجنوب الليبي بل وترك في مهب الصراعات بين دول الساحل والصحراء والداخل الليبي المنقسم وهذا سيكون العامل الأساسي لإشتعال فتيل الحرب وخاصة وبحسب التقارير فإن “السلاح” متوفر جدا في المنطقة الجنوبية بليبيا.