تزايدت وتيرة الاشتباكات بشكل ملحوظ خلال الاسبوع الجاري في عدة مناطق من مدن العاصمة الثلاث، كالخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، تسببت بمقتل وإصابة العشرات في العديد من المناطق.
تعرضت مصفاة الجيلي للنفط في السودان شمالي الخرطوم لقصف بالطيران للمرة الرابعة منذ اندلاع النزاع مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل أمس الأربعاء السابع من ديسمبر، قتل على أثرها العشرات وسط تبادل طرفا القتال الاتهامات بشأن المسؤولية عن ذلك، وأسفرت الاشتباكات في الخرطوم وأم درمان في مقتل أكثر من 30 مدنياً بينهم 3 أسر على الأقل.
وتعد مصفاة الجيلي هي الأكبر في السودان، تنتج يومياً نحو 100 ألف برميل، وتلبي معظم احتياجات البلاد من النفط المكرر، ويتم تصدير الفائض منها عبر ميناء بشير على البحر الأحمر عبر خط الأنابيب.
وكانت العديد من المناطق السودانية كجنوب الخرطوم وأحياء وسط وغرب أم درمان قد شهدت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة، وعمليات قصف أرضي وجوي، والتي أدت لمقتل 8 أفراد من أسرتين في أم درمان بعد تعرض منزلهم لقصف جوي، حيث يعيش الأهالي العالقون في أحياء وسط المدينة أوضاع كارثية، وسط ظروف أمنية خطيرة وشح كبير في الغذاء والمياه وانقطاع التيار الكهربائي.
وطال الدمار الناجم عن النزاع العديد من المناطق كالأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الصناعية والاقتصادية، إضافة إلى جسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان، وأجزاء كبيرة من مطار الخرطوم الدولي، كما تعرض أكثر من 20 مبنى ومعلم تاريخي في العاصمة للدمار بسبب القتال.
ويأتي تدمير المنشآت الحيوية خسارة كبيرة للبنية التحتية في البلاد، حيث أنه يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية ويعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، الذي لا بد أن يشملها التحقيق بواسطة بعثة تقصي الحقائق المشكّلة من الأمم المتحدة.
وبدورها اتهمت الولايات المتحدة أمس الأربعاء، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، محملة قوات الدعم السريع أيضا المسؤولية عن ممارسة عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية، داعيةً طرفي النزاع إلى التزام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، إضافة لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع.
وتعاني السودان منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، من كارثة إنسانية حيث تسببت الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، ونزوح نحو 6 ملايين أخرين داخل البلاد وخارجها.