الأثنين. ديسمبر 23rd, 2024

بقلم  :سفيرجمهورية الصين الشعبية بتونس وان لي

منذ يوم السابع من أكتوبر، أسفرت الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن عدد كبير من القتلى والجرحى من صفوف المدنيين. وفي الأيام الأخيرة بشكل خاص، تفاقمت الأوضاع في قطاع غزة بشكل حاد. تولي الصين اهتماما بالغا بها. قاموانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية، بمكالمات هاتفية بشأن الوضع الفلسطينيالإسرائيلي مع الأطراف بما فيها أموريم، كبير مستشاري الرئاسة البرازيلية، وبلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، وأوضح موقف الجانب الصيني في الحوار الاستراتيجي الرفيع المستوى بين الصين وأوروبا.

تبادل تشاي جون، مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط، وجهات النظر بشكل مكثف مع عديد من الأطراف التي تضم فلسطين وإسرائيل، وسيزور الدول المعنية في المنطقة للدفع بوقف إطلاق النار ومنع العنف وتهدئة الأوضاع.

يتحلىالجانب الصيني والدول العربية بمواقف متشابهة من القضية الفلسطينية. إن القضية الفلسطينية ظلت لبّا لقضية الشرق الأوسط، وجرحا نازفا لا يزال مفتوحا في عالم اليوم. الحل الجذري للقضية الفلسطينية يكمن في تنفيذ “حل الدولتين”، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتحققالتعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل. لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسطدون المصالحة بين الشعبين العربي والإسرائيلي. فالقوة ليست أبدا السبيل لحل المشاكل، واستخدام العنف ضد العنف لن يؤدي إلى إلا حلقة مفرغة من الانتقام وخلق المزيد من العقبات أمام التسوية السياسية. إن الطريق الصحيح للدفع بـ”حل الدولتين” هو سرعة استئناف مفاوضات السلام، مع تفعيل دور إيجابي لكافة الآليات بشأن دفع مفاوضات السلام.

وتدعو الصين إلى سرعة عقد مؤتمر دولي للسلام بمصداقية أكبر وتأثير أكثر وعلى نطاق أوسع تحت رعاية الأمم المتحدة، بما يبلور التوافقات الدولية بشأن دفع مفاوضات السلام، ويدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

قبل 10 أيام من اندلاع هذه الجولة من الصراع،انعقدتالجلسة المفتوحة في مجلس الأمن حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، حيث دعا نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة مرة أخرى إلى وضع القضية الفلسطينية علىمكان ذي أولوية أعلى في الأجندة الدولية. لقد أثبتت الحقائق أن حل القضية الفلسطينية لا يمكن تأجيله إلى ما لا نهاية. يعتقد الجانب الصيني دائما أنه عند التعامل مع القضايا الساخنة على الساحة الدولية والإقليمية، يتعين على الدول الكبرى التمسك بالموضوعية والعدالة، والتحلي بالهدوء وضبط النفس، وأخذ زمام المبادرة في الالتزام بالقانون الدولي، والدفعبمفاوضات السلام بشكل فعال. يقدر الجانب الصيني دعم الاتحاد الأوروبي للدفعبحل القضية الفلسطينية على أساس “حل الدولتين”، ويدعم استمرار الاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدات الإنسانية لفلسطين، ويعارض ما تقوم به بعض الدول التي تدعي أنها “المدافعة والقدوة لحقوق الإنسانوالديمقراطية ” مناتخاذالمعايير المزدوجة بشكل صارخ والتجاهل التمام بحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية ومعاناتهم الطويلة الأمد.

يقدّرالجانب الصينيمواصلة الحكومة التونسية وكافة قطاعات المجتمع التونسيالتعبير عن تضامنها والدعمللقضية العادلة للشعب الفلسطينيبطرق مختلفة في الأيام الفارطة، وسيقف الجانب الصيني كالمعتاد إلى جانب السلام والعدالة والقانون الدولي، ويقف إلى جانب التطلعات المشتركة لمعظم دول العالم بما فيها تونس، ويقف إلى جانب ضمير البشرية، وسيعمل مع المجتمع الدولي على بذل الجهود المتواصلة سعيا إلى الدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.