تونس 03-10-2023
في بيان ارئاسة الجمهورية التونسية: “بلادنا وشعبنا لا يريد التعاطف بل لا يقبل به إذا كان بدون احترام”
قال الرئيس قيس سعيّد يوم أمس الاثنين 02 أكتوبر 2023 إن بلاده ترفض ما أعلنه الاتحاد الأوروبي مؤخرا بشأن دعم لبلاده للميزانية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وإنها “تقبل بالتعاون ولا تقبل بما يشبه المنّة أو الصدقة”.
ويتضمن الاتفاق الموقع في شهر جويلية مساعدات لتونس تصل إلى مليار يورو لمساعدة اقتصادها المنهك وإنقاذ المالية العامة للدولة والتعامل بصرامة أكبر مع أزمة الهجرة.
ونقل بيان للرئاسة التونسية عن سعيّد خلال استقباله وزير الخارجية نبيل عمار: “بلادنا وشعبنا لا يريد التعاطف بل لا يقبل به إذا كان بدون احترام. وترتيبا على ذلك، فإن تونس ترفض ما تمّ الإعلان عنه في الأيام القليلة الماضية من قبل الاتحاد الأوروبي”.
وأعلنت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة قبل الماضي تقديم دعم بقيمة 127 مليون يورو 135 مليون دولار لتونس، بواقع 60 مليون يورو لموازنة الدولة بالإضافة إلى حزمة مساعدات لمكافحة الهجرة غير الشرعية بقيمة حوالي 67 مليون يورو في إطار اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت المفوضية في بيان: “يلتزم الاتحاد الأوروبي وتونس بالتقدم بسرعة في تنفيذ مذكرة التفاهم، مع إعطاء الأولوية للإجراءات في مجال الهجرة والتعاون للقضاء على شبكات التهريب، والمساعدة في بناء قدرات سلطات إنفاذ القانون التونسية، وكذلك دعم العودة الطوعية وإعادة إدماج المهاجرين في بلدانهم الأصلية، مع الاحترام الكامل للقانون الدولي”.
وأوضح الرئيس قيس سعيّد، وفقا لبيان الرئاسة، أن الرفض يأتي “لا لزُهد المبلغ، فخزائن الدنيا كلها لا تساوي عند شعبنا ذرة واحدة من سيادتنا، بل لأن هذا المقترح يتعارض مع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في تونس، ومع الروح التي سادت أثناء مؤتمر روما في يوليو الماضي والذي انعقد بمبادرة تونسية إيطالية”.
وكانت تونس قد وقعت مع الاتحاد الأوروبي اتفاق شراكة استراتيجية في التنمية الاقتصادية والطاقة المتجددة والتصدي للهجرة غير الشرعية، لمواجهة زيادة عدد المهاجرين الذين يتدفقون على الأراضي الأوروبية انطلاقا من السواحل التونسية.
البيان الصادر عن صفحة رئاسة الجمهورية التونسية:
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ظهر اليوم الإثنين 2 أكتوبر 2023 بقصر قرطاج، السيّد نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
وتناول اللقاء مشاركة بلادنا في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات التي تمّت على هامشها، فضلا عن نتائج زيارة وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج إلى كلّ من موسكو وبريتوريا.
وعبّر رئيس الدولة عن ارتياحه للصدى الإيجابي الذي صارت تجده تونس في المحافل الدولية وفي عديد العواصم سواء في الشمال أو في الجنوب نتيجة لطرحها مقاربات جديدة تقطع مع ما كان سائدا في الماضي.
كما أوضح رئيس الجمهورية أن العالم كله يشهد تحولات كبيرة وأن تونس المتمسكة بمبادئ عدم الانحياز لا بدّ أن تكون في موعد مع هذه التحولات وأن تكون شريكا فاعلا، صوتها مسموع ومواقفها ثابتة، في صنع تاريخ جديد للإنسانية.
وعلى صعيد آخر، تطرق اللقاء إلى علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي وخاصة إلى العرض الأخير الذي قدّمه الاتحاد لدعم ميزانية بلادنا ومقاومة الهجرة غير الشرعية حيث أكّد رئيس الجمهورية على أن تونس التي تقبل بالتعاون لا تقبل بما يشبه المنّة أو الصدقة فبلادنا وشعبنا لا يريد التعاطف بل لا يقبل به إذا كان بدون احترام. وترتيبا على ذلك، فإن تونس ترفض ما تمّ الإعلان عنه في الأيام القليلة الماضية من قبل الإتحاد الأوروبي، لا لزُهد المبلغ فخزائن الدنيا كلها لا تساوي عند شعبنا ذرة واحدة من سيادتنا، بل لأن هذا المقترح يتعارض مع مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في تونس ومع الروح التي سادت أثناء مؤتمر روما في جويلية الفارط الذي كان بمبادرة تونسية إيطالية.
وأوضح رئيس الجمهورية أن تونس تبذل كل ما لديها من إمكانيات لتفكيك الشبكات الإجرامية التي تتاجر بالبشر وأعضاء البشر، هذا فضلا عن أن بلادنا لم تكن أبدا السبب في هذا البؤس الذي تعيشه أغلب الشعوب الإفريقية، وعانت بدورها من النظام العالمي الحالي شأنها في ذلك شأن عديد الدول ولا تريد أن تكون مجددا، لا هي ولا الدول التي تتدفق منها هذه الموجات من الهجرة، ضحية لنظام عالمي لا يسود فيه العدل ولا تحترم فيه الذات البشرية.