ولا يزال الوضع في السودان مقلق خاصة مع ارتفاع وتيرة التقاتل بين قوات البرهان وحميدتي، وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد الحلول وإيقاف موجة العنف التي تتوسخ يوميا إلى مناطق اخرى مايثير المخاوف من تأزم الوضع في بلد تشرأب الأطماع الخارجية يوميا نحوه.
وقال المحلل السياسي السوداني محمد عبد كبير منعم، في حديث خاص مع صحيفة ستراتيجيا نيوز،، إنّ إقليم دارفور ظل منذ 2003 في حالة سيولة أمنية حيث نزح ولجأ ما يقارب نصف سكانه وتراجعت عمليات الإنتاج الزراعي فيه وقد فقد جزء كبير من ثروته الحيوانية وبالتالي أصبحت قطاعات واسعة من سكانها تتلقى الإعانات من المنظمات الإنسانية الدولية ما يعني أنه تحول من إقليم منتج ومصدر بل كان في القرن التاسع عشر في عهد السلطان علي دينار يكسو الكعبة الشريفة إلى إقليم يعيش اضطرابات أمنية يحتاج لمساعدات إنسانية.
وبخصوص مايحدث الآن اعتبر انه نتاج طبيعي للإختلال الذي صاحب عملية التغيير منذ عام 2019 والذي جعل قوات شبه إثنية تنتمي لقبائل كانت طرفٱ في الانتهاكات الجسيمة التي مورست في الإقليم شريكٱ في السلطة الانتقالية بصلاحيات كبيرة وبذا ظلت هذه القوات تتنامى بمعدل كبير وتنتشر في الإقليم وتمارس انتهاكات واسعة جعلت النازحين واللاجئين يتمسكون بمعسكراتهم ويرفضون العودة بسبب هشاشة الأمن وعندما اندلعت الحرب في الخرطوم في منتصف أبريل تعطلت خدمات الشرطة والقضاء التي كانت ضعيفة أصلٱ وعمت الفوضى جميع ولايات الإقليم وانتظمت عمليات النهب والسلب وحرق الأسواق، كل المدن خاصة الفاشر ونيالا والجنينة وكتم فاصبح هنالك شح في المواد الغذائية وكذلك هنالك صعوبة في توفيرها بالوسائل المعروفة بل حتى عبر المنظمات الإنسانية بسبب عدم وجود مسارات آمنة.
وتابع: الحقيقة فإن الوضع في دارفور كارثي بكل المقاييس وما يزيد الحال سوءً أن بدارفورعدد من الحركات المسلحة وكما هي تمثل الحاضنة لقوات الدعم السريع التي إذا تمت هزيمتها سوف تتراجع وتعود إلى دارفور لذلك فإن إقليم دارفور ينتظره مستقبل مظلم ما لم يحدث اختراق في جدار الأزمة ويسير الجميع نحو حل عادل وشامل.
وقال المحلل السياسي والصحافي عيسى دفع الله، في حديث خاص معنا، إن المأساة الإنسانية في دارفور تجددت بعد أن كانت مستمرة 20 عام في القرى والأرياف ونزح أغلب السكان إلى عواصم المدن وهي خمس أكبرها نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والفاشر عاصمة شمال دارفور والجنينة عاصمة غرب دارفور وزالنجي عاصمة وسط دارفور والضعين عاصمة شرق دارفور.
أزمة حرب 15 أبريل خلفت أزمة إنسانية تمثلت في خروج المشافي والمراكز الصحية عن الخدمة ونهب صيدليات الدواء ومخازنها إضافة لنهب الأسواق التجارية ونقص المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وشبكات الاتصالات لأكثر من 20 يوم في ولايتي غرب دارفور بحاضرتها الجنينة ووسط دارفور مدينة زالنجي.
ولفت إلى أن الأزمة قد أدت لحركة نزوح كبيرة إلى دولة تشاد من غرب دارفور المحاذية لها حدوديا إضافة للتحرك نحو دولة جنوب السودان، متابعا ” دارفور تحاصر بثلاثي الجوع والمرض والانفلات الأمني، كل هذه الجرائم ترتكبها مليشيات الجنجويد التي تسمى قوات الدعم السريع وتقاتل الجيش وتنهب وتغتصب المواطنين.”.
وأضاف” أما موقف جيش الدولة الرسمي على الأرض بدارفور يقود المعارك دفاعيا من مقر قياداته العسكرية ويترك المدن للجنجويد يستبيحوها ويرتكبوا الفظائع والجرائم، حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي طالب المواطنين بحمل السلاح لحماية ممتلكاتهم واعراضهم من هجوم الجنجويد.”
وعن معاناة اللاجئين السودانيين في تشاد، قال الصحفي: الوضع صعب جدا ويحتاج إلى تدخل المزيد من المنظمات الدولية والاقليمية التي تعمل في الحقل الإنساني لاسيما وأن تشاد تحتضن مئات اللاجئين الفارين من حرب دارفور منذ 2003، وحسب اتصالات مع عدد من اللاجئين مؤخرا إلى تشاد قالوا لي إن الأوضاع سيئة وتنقصهم خدمات الرعاية الصحية والدعم النفسي لعلاج الصدمات الناتجة من مشاهدة الوضع المرير الذي عاشوه في الحرب.” وعن التنسيق بين السودان وتشاد بهذا الخصوص، قال” حسب التصريحات هناك تنسيق لكن للأسف داخل دارفور حاليا الطرق تسيطر عليها مليشيات الجنجويد وتبتز الفارين وتنهبهم