السبت. نوفمبر 16th, 2024

طرابلس-ليبيا-17-02-2023

وصف المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، اجتماعات المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، الأخيرة بأفلام هندية طويلة مملة معروضة خلال سبعينيات القرن الماضي.

وأوضح خلال استضافته الهاتفية عبر قناة “ليبيا الحدث”، أن الآمال الكبيرة المعقودة على باتيلي لانتمائه إلى القارة السمراء والحاصل على دعمها الكبير الهادف إلى معالجة الأزمة تلاشت على بعد أن برهن الرجل عبر اجتماعاته هذه أنه غير منتج.

وأضاف المرعاش إن باتيلي تأخر كثيرا في طرح أي مبادرة تمس القضايا المهمة مكتفيا بلقاءات لا معنى لها مع القائمين على الدبلوماسيات الفرنسية والتركية والإيطالية، وكان الأجدر به التركيز على محصلة مشاكل رئيسية ملحة ومنها الانفلات الأمني وتنظيم استحقاقات انتخابية بأجواء شفافة.

وتابع المرعاش: إن هذه المسائل إلى جانب سطوة الميليشيات المسلحة ووجود المرتزقة الأجانب والقوات التركية بالعاصمة طرابلس لم يتم التطرق إليها، مؤكدا عدم إمكانية المضي في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ظل وجود محتلين لـ5 قواعد بحرية وجوية وبرية في شمال غربي ليبيا.

وحذر المرعاش من مخاطر استمرار وجود الميليشيات المسلحة في غرب البلاد بنفوذها المتعاظم وإقفالها الطرق وإقامتها السواتر الترابية، مؤكدا عدم انقطاع نزاعاتها العسكرية فضلا عن اجتماعات زعمائها المستمرة مع السفراء الأجانب وكأنهم يمثلون دولا أو ولايات مختلفة لا وحدة بينها.

وأضاف المرعاش قائلا: عندما أرادت إيطاليا تحقيق مصالحها ذهبت رئيسة حكومتها بنفسها إلى طرابلس وكبلت ليبيا باتفاقيات ورهنتها لشركة “إيني” الإيطالية، وهناك خلافات حصلت بين وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط حول الاتفاقية ولا أحد يعرف إلى الآن ما هي هذه الاتفاقية”.

وقال المرعاش إن الشيء الذي يعرفه الجميع أن إيطاليا تؤيد الوضع الراهن بهذه الظروف أي أنها لا تريد انتخابات ولا تريد للحكومة أن تذهب فكيف توقع معها وفي نفس الوقت قد يتم تغييرها عقب الانتخابات؟.. إنها تريد استقرار الوضع الحالي واستمرار حكومة الدبيبة لتحقيق مصالحها.

وبالانتقال إلى الموقف الفرنسي صرح المرعاش قائلا:ليس هناك وجود لسياسة أوروبية موحدة في ليبيا ، فكل دولة لديها مصالح، وفرنسا أصبح تأثيرها غير ذي جدوى في الملف الليبي وخرجت منه منذ أكثر من 3 سنوات وهُمش دورها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا.

وشدد المرعاش على وجوب امتلاك باتيلي الرؤية والشجاعة الكافية للإعلان عن القوى المعرقلة في ليبيا المحلية والإقليمية والدولية إن كان دبلوماسيا ومستقلا، مبينا ضرورة كشفه حقيقة ما يدور في الكواليس وتوضيحه للشعب الليبي والشعوب الجارة ودول العالم..

ودعا المرعاش، باتيلي إلى تقديم استقالته إن وجد عرقلة من بلدان تصرح في العلن خلاف ما تخفيه تحت الطاولة، مشيرا إلى أن المؤشرات واضحة إذ سيكتفي بإلقاء خطبة عصماء شأنه شأن سابقيه في وقت بات فيه مجلس الأمن الدولي منقسما حول نفسه والكثير من الملفات.

وقال المرعاش: الآن نفط وغاز ليبيا يتدفقان للإيطاليين بأقل الأثمان وبالتالي يريدون لها أن تبقى ويستمتعوا بخيراتها وعلينا التفكير في حل آخر وحل كل الأجسام والتوحد ولو لمرة واحدة لإنهاء التدخلات الإقليمية السافرة، فالبلاد أصبحت مرتعا للنفوذ الدولي، في حين يمكننا أن نجد الحل لأنفسنا لأن الآخرين لا يفكرون في مصالحنا.