السبت. نوفمبر 16th, 2024

ساقية سيدي يوسف-08-02-2023


يحيي الشعبان الجزائري والتونسي اليوم الأربعاء، الذكرى الـ65 لرمز من رموز النضال المشترك والصمود من أجل التحرر والاستقلال، والمتمثل في العدوان الفرنسي الغاشم على قرية سيدي يوسف على الحدود التي رسمها المستعمر بين القطرين في مثل هذا اليوم من عام 1958 ليظل شاهدا حقيقيا على روح التضامن والتآخي الذي ما فتئ يتعمق على المستويين الرسمي والشعبي.

ففي مثل هذا اليوم الذي تزامن مع السوق الأسبوعية، قصفت القوات الاستعمارية قرية ساقية سيدي يوسف الواقعة على الحدود التونسية بحجة ملاحقة الثوار الجزائريين، في هجوم وحشي باستخدام 25 طائرة “بي- 26″ و”ميسترال” ضد مدنيين عزل أسفر عن سقوط نحو مائة ضحية وما يربو عن 130جريحا بالإضافة إلى تدمير القرية.
ويجمع المؤرخون على أن هذه المجزرة التي عايشها الشعبان الجزائري والتونسي شكلت تحولا جذريا في مسار الثورة الجزائرية، بكشفها همجية السياسة الاستعمارية لفرنسا.
وكان هدف قوات الاحتلال من وراء هذا الاعتداء الهمجي الذي استهدف هذه القرية خلقَ القطيعة بين الشعبين ودفع الشعب التونسي إلى التخلي عن مساندة الثورة الجزائرية، لكن ما حدث كان عكس المتوقع.

وظل امتزاج الدم التونسي والجزائري محطة كبرى في تاريخ نضال البلدين وحدت مصيرهما المشترك، حيث لم تزد هذه الأحداث أبناء تونس حينها إلا إصرارا على الوقوف إلى جانب إخوانهم الجزائريين.
ولا يزال تاريخ 8 فبراير من كل سنة، يوما مشهودا في علاقات البلدين، ولا يختلف اثنان في التأكيد على أن ما حدث في ساقية سيدي يوسف يمثل بحق حلقة مضيئة في التاريخ المشترك بين الشعبين الجزائري والتونسي وأن استذكار هذه المجازر اليوم يبعث في نفوس الطرفين الشعور بالرضا والاعتزاز بهذا الماضي المجيد وأن الدماء الطاهرة التي امتزجت أعطت للمشككين والمتآمرين درسا في وحدة المواقف وانسجاما في الرؤى والتحاما بين الشعبين.
وفي هذا السياق، يدعو مؤرخون إلى ضرورة مواصلة البحث في مجال التاريخ من أجل حماية ذاكرة الأمة وتمرير رسالة الشهداء والمجاهدين للأجيال الصاعدة في كلا البلدين.