السبت. نوفمبر 16th, 2024

تونس-17-01-2023

برهنت المسيرات التي شهدتها العاصمة التونسية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لأحداث 14 يناير 2011، حقيقة أصبحت تشكل المشهد الحالي، عنوانها البارز انكشاف زيف بروباغاندا المعارضة الانتهازية وسقوطها المريع أمام وعي الشعب التونسي برغم معاناته الحالية.
لم تستطع جماعة “الاخوان” وذيولها و”منافقو أهل المدينة” من حشد أكثر من 1100 شخص بشارع الحبيب بورقيبة برغم الدعايات والتصريحات العنترية والأموال التي تم توزيعها، أمّا حزب عبير موسي فلم يتجاوز حضوره أكثر من 350 شخصا.. في حين لم يحضر من جماعة “أنصار الشريعة” سوى 50 نفرا، بينما لم يتجمع من اليسار أكثر من مائتي شخص.. هذا هو حجم من ادّعى زورا وتضليلا أن 90 بالمائة من الجسم الانتخابي معهم!
إذن.. وعلى رأي جريدة(الصحافة) خرجت كل البقايا صباح السبت 14 جانفي في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة للاحتفاء بما تبقى من ثورة 14 جانفي(يناير) في الذكرى 12.. بقايا “الاخوان” على بقايا اليسار على بقايا اليمين زائد ما تبقى من حزب التحرير أو فصيل منه زائد بقايا ائتلاف الكرامة.. ومرت حفلة 14 يناير بسلام ولم تجد المعارضة من ينصت إليها في دعوتها إلى إسقاط المنظومة ورحيل قيس سعيد لعدم مصداقية هذه المعارضة ولعدم استعداد التونسيين للعودة إلى ما قبل 25 جويلية (يوليو)، وحال غالبية شرائح المجتمع يقول: لايلدغ المرء من جحر مرتين.
ومن الواضح أن استعمال الخطاب الديني وظهور لافتات بشعارات متطرفة في الاحتجاجات مؤشر خطر يحمل رسائل لإمكانية العودة إلى العمليات الإرهابية، بعد أن تم تجريد القوى الظلامية من سلاح السلطة.
وقال الباحث في شؤون المنظمات المتطرفة، باسل الترجمان، إن ظهور لافتات”حزب التحرير” التي تشبه رايات “تنظيم القاعدة” الارهابي تزامن مع عودة قيادات “النهضة” إلى الخطاب الديني المتطرف.
وأضاف ترجمان أن القيادي في حركة “النهضة” البحيري نشر فيديو على صفحة حركته اعتبر فيه أن النزول إلى الشارع هو “فرض عين”، وهي عبارة ذات دلالة بمفهوم “الجهاد” لدى المنظمات الإرهابية.
وذكّرالترجمان بأن النهضة منذ أن كانت تحت مسمى “حركة الاتجاه الإسلامي” قامت بعمليات إرهابية وتفجير فنادق، وأن الإشارات التي ظهرت اليوم هي جزء من ثقافة مارستها في الماضي.
وأشار إلى أن ما يسمى “جبهة الخلاص” انتهى دورها السياسي في الشارع التونسي بعد أن فشلت في الحشد وفي الحضور في الشارع السياسي.