الخميس. أبريل 25th, 2024

طرابلس-ليبيا-26-11-2022


رصد تقرير إيطالي النشاطات الإجرامية التي تمارسها الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، منذ 10 سنوات، بدأت بسيطرتها على المؤسسات الرسمية، ووصلت إلى تحولها إلى أساليب وأدوار المافيا في أسوأ صورها.
وذكر التقرير الصادر عن المعهد الوطني الإيطالي للدراسات السياسية الدولية ، بدعم من وحدة تخطيط السياسات في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، أن المجموعات المسلحة بدأت بالسيطرة على المراكز المالية في العاصمة مثل البنوك، وتحولت إلى ما يشبه “كارتل” عصابي يفرض “إتاوات حماية” على الشركات والجهات، وتعمل في السوق السوداء، بحسب الباحثة في المعهد، إليونورا أرديماغني.

وأوضح التقرير أن الميليشيات دخلت مرحلة المافيا
• مستغلة حاجة السياسيين لها في مواجهة خصومهم، فأصبح الشباب المسلحون الذين برزوا عام 2012 كـ”مجرمين تقليديين”، مع استخدام العنف بـ”شكل منظم” في الشارع،
• وأصبح في غرب ليبيا “نظام تعايش مع العنف، حيث نمت الجماعات المسلحة عبر الهيمنة على أصول الدولة أو الأعمال التجارية، وتفاقم الأمر مع دعم مصرف ليبيا المركزي لها”..
• ولم يعد المال كافيا، إذ تبحث المليشيات عن الثروة والسلطة، فدخلت في منظومتي الداخلية والدفاع في الغرب، وفاقم الأزمة تفاهم الأوروبيين معهم في قضية المهاجرين.

ولتوضيح الصورة أكثر فيما يتعلق بمصادر تمويل هذه الميليشيات، تقول المستشارة في كلية كينغز لندن، أماندا كادليك:التهريب يعد المصدر الأساسي لتربح الميليشيات التي خلقت نظاما اقتصاديا موازيا يتسبب في خسارة البلاد 12 مليار دولار سنويا، وتستغل الميليشيات تستغل سيطرتها على موانئ ومطارات في توجيه عمليات التهريب، فحتى إذا لم تكن متورطة مباشرة، فهي تفرض ضريبة على المهربين للسماح لهم بالتحرك في مساحة سيطرتها، وتسبب هذا في صراع بين الميليشيات الساعية للسيطرة على سلاسل التهريب.
• ففي ميناء مدينة الزاوية، يُنقل الوقود المدعوم بحماية غطاء سياسي من شخصيات معروفة في طرابلس، تستفيد من بيعه بسعر مرتفع في الخارج، ولا يقتصر هذا على الخارج، بل يباع الوقود في الداخل، خاصة جنوبا، بخمسة أضعاف سعره.