محمد مرزوق –
تداولت هذه الأيام العديد من المواقع الإخبارية خبر انضمام محمد الأمين عبد العزيز المتحدث الرسمي السابق بإسم تجمع المهنيين السودانين لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، ليكتسب بهذا الحلف قوة لا تقارن، فيجب أن لاننسي أن تجمع المهنيين تربطه علاقة قوية بالحزب الشيوعي ما يعني أن الحلف الذي يقوده الحزب الشيوعي والمسمي بحلف الأقوياء صار حليفا أيضا لحركة تحرير السودان وتجمع المهنيين، وهذه استراتيجية مدروسة بعناية لتعزيز حظوظ هذا الحلف القوي في تسلمه زمام الأمور في الحكومة المدنية الجديدة.
ويجدر بالذكر أنه قبل أيام أطلق المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير مبادرة لتوحيد قوى الثورة ودعي فيها كل الأحزاب بما فيها تجمع المهنيين والحزب الشيوعي ولجان المقاومة للإنضمام إليه، ولكن الأخيرة رفضت الإنضمام وانتقدت هذه المبادرة لما تحمله من مكر ومراودة الأحزاب الأخري لصهرهم تحت قيادة قحت، التي تريد الهيمنة علي الحكم منفردة، كما أن الأحزاب الرافضة للمبادرة لها تجربة مسبقة مع قحت وتعرف حقيقة المعرفة نوايا الأخيرة، فقد سبق وتورطت قحت في عقد لقاءات سرية مع ممثلين لدول أجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتم ذلك في سفارات دول أجنبية، إضافة إلي انفرادهم بالحوار مع الآلية الثلاثية تحت الطاولة دون إشراك باقي الأحزاب في محاولة منها للوصول إلي مبتغاها الأسمى وهو اعتلاء كرسي الحكم.
اما الآن وقد اتضح أن الأحزاب المدنية والحركات المسلحة انقسمت إلي قسمين، حيث أن الكفة الأثقل في جهة تجمع المهنيين، والحلقة الأضعف هي ما تبقى من المجلس المركزي، يعد هذا اختبارا جادًا للأحزاب المدنية الأخرى، حيث سيتعين عليها الآن اختيار الجانب الذي تريد الانضمام إليه والذي من خلاله سيتحدد مصير مستقبلها حسب اختيارها الأنسب.
وحتي لجان المقاومة قد تنضم في الأيام المقبلة لنفس الحلف الذي يضم تجمع المهنيين، وهي التي رفضت سابقا التحالف مع قوى الحرية والتغيير، التي تريد استخدام اللجان كجسر لتعبر من خلاله إلي ضفة الحكم.
المجلس المركزي، كان ولا زال أداة في يد السياسيين الأمريكيين للتأثير في الشارع السوداني بالطريقة التي تخدم أهداف امريكا، وقد وجد نفسه الآن في موقف محرج للغاية، لأنه حتي حزب الأمة والبعث وأحزاب أخرى الآن قد لا ترغب في البقاء مع من خانوا الثورة السودانية.