قال رئيس الحركة راشد الغنوشي، من أمام مكتب التحقيق” في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، قبل الاستماع إليه اليوم الإثنين، في قضية جمعية “نماء” على خلفية تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، قال “أنا مِن أكثر من نظّر للوسطية والاعتدال الفكري والسياسي، ونظّر للديمقراطية الإسلامية وللإسلام الديمقراطي مقابل أطروحات التخلف والغلو والعنف أو الارهاب أو الإقصاء أو انتهاك الحريات”.
كلام غريب ينافي كل تصريحات الغنوشي وأدبيات حركته، بدءً من تنظير الحركة للخلافة السادسة ضربا للدولة المدنية في حين تتباكى على الديمقراطية وهي التي أفرغتها من محتواها واستغلتها للتمكن والهيمنة طيلة عشر سنوات كاملة..
- ذاكرة التونسيين لا تنسى أن الحركة استأثرت بالسلطة كغنيمة وأغرقت الإدارة التونسية بعشرات الآلاف من أنصارها والمتملقين والانتهازيين
- وأنشأت آلاف الجمعيات المشبوهة التي فرخت طوابير من المتطرفين والإرهابيين
- كما يعيش التونسيون وضعا غير مسبوق من تجاوز نسبة البطالة العشرين بالمائة منذ أن سيطر الإسلام على السلطة
- تم أيضا تسفير آلاف الشباب التونسي للقتال في سوريا والعراق وليبيا وحتى في مالي، إلى درجة أن تونس خلال حكم “النهضة” أصبحت تُنعت بأنها أول بلد مصدر للإرهاب، إلى جانب الاغتيالات السياسية التي هزت البلاد،.. هذا كله من خصال الوسطية والاعتدال الفكري والسياسي، والإسلام الديمقراطي التي يدعيها الغنوشي!
- كما شهد التونسيون كيف تحولت قاعة البرلمان إلى مسرح للعنف والشتائم .
وأخيرا وليس آخرا، التبشير بحرب أهلية كلما اشتد الخناق على الحركة ، وهذا ما بشر به مرة أخرى رئيس حركة النهضة في تصريحه لرويترز، يوم الجمعة الماضي، بقوله: إن “خطابات سعيد لا يمكن أن تترجم إلا إلى صدامات وفوضى واغتيالات وحرق”، وهي مصطلحات تترجم عمق التفكير “الاخواني” تجاه أي وضع يتعارض مع مصالح الجماعة.
وحاول رئيس حركة النهضة اليوم، أن يغفل التونسيين مرة أخرى بالقول :”إن 25 يوليو كان أملا للتونسيين”، بينما مواقفه العلنية الموثقة بالصوت والصورة تؤكد أنه كان السباق إلى وصف ما حدث في 25 يوليو بالانقلاب، تماما مثلما ظل يردد طيلة سنوات أسطوانة أن ما حدث في 30 يونيو بمصر انقلاب.
فما زالت الجروح متقيئة وما زالت ذاكرة النّاس تحمل الكثير، والمصدومون في التنظيم أكثر.