محمد رزق-1-7-2022
في حوار مع قناة “الحرة” وجه مدير مكتب السودان وجنوب السودان لدي وزارة الخارجية الأمريكية برايان هانت أصابع الإتهام إلي روسيا محملا إياها مسؤولية أزمة الغذاء والطاقة التي يشهدها العالم الآن وخاصة قارة إفريقيا، متجاهلا للدور الذي لعبته بلاده في خلق معظم الأزمات العالمية بما فيها الأزمة الإقتصادية العالمية الحالية.
أليس من الجدير أن يذكر المسؤول الأمريكي تداعيات التدخلات الدموية التي قادتها بلاده في العديد من الدول العربية وغير العريبة علي غرار العراق وليبيا وأفغانستان وغيرهم من الدول تحت شعار بناء الديمقراطية.
لقد تدخلت الولايات المتحدة باسم “تعزيز الديمقراطية”، بقوة في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وحرضت على الاضطرابات، بل وأرسلت قوات بشكل مباشر للغزو، مستخدمة “الديمقراطية” كأداة سياسية وسلاح للحفاظ على هيمنتها العالمية.
ودعونا نلقي نظرة على كيفية تعزيز الولايات المتحدة “للديمقراطية”: في أمريكا اللاتينية، كانت تروج “لعقيدة مونرو الجديدة”؛ وفي أوروبا وآسيا، حرضت على “الثورات الملونة”، وفي غرب آسيا وشمال أفريقيا، كانت تتحكم عن بُعد في “الربيع العربي”.
وقد أدى التدخل السياسي المتكرر، والتدخل العسكري، والحصار الاقتصادي، وتخريب الأنظمة في البلدان التي لا ترغب في الطاعة العمياء لقيادة الولايات المتحدة، إلى إلحاق أضرار جسيمة بالحياة الاجتماعية وسبل العيش والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان لشعوب هذه البلدان.
أليس من العار والعيب علي المسؤول الأمريكي التهرب من حقيقة الجرائم التي قامت بها بلاده في مختلف الدول المستهدفة، وهو ما لا يمكنه إنكاره، فقد رسخ التاريخ وشهد العالم كله علي ما حدث في العراق من قتل للأبرياء والأطفال دون وجه حق، ألم تكن الذريعة آنذاك هي وجود أسلحة دمار شامل، ثم بعد تدمير العراق صرح المسؤولون الأمريكيون أنه كان خطأ في معلومات الإستخبارات المركزية.
ودون أن ننسي تدخلها السافر في ليبيا وقتل الآلاف من المدنيين فيها بحجة الديمقراطية ودائما كانت تتم حملات القتل بمساعدة دول الإتحاد الأوروبي، وكذا يجب أن يتذكر برايان هانت أن العالم لن ينسي المجازر التي قامت بها بلاده في أفغانستان والدمار الذي خلفته فيها.
ومازالت ليومنا هذا تسعي إلي تقسيم العديد من الدول إلي دويلات صغيرة، وهو ما انتهجته في السابق في الكثير من الدول، علي غرار الكوريتين وتايوان، وكان آخرها جنوب السودان، حيث كانت تسلح وتدعم المتمردين ضد حكوماتهم بالأسلحة والأموال اللازمة.
والآن ولاشك في أن الولايات المتحدة تقف بوجه أو بآخر خلف ما يحدث في دارفور من أحداث دموية رهيبة، في محاولة لتجزئة السودان إلي دويلات ضغيرة جدا ليسهل التحكم فيه.