الجمعة. نوفمبر 15th, 2024

طرابلس-18-2022

عاشت العاصمة طرابلس، يوما اخر محزنا بتفجر الاشتباكات المسلحة و ما يُنذر به من تداعيات خطرة على الأوضاع في البلاد /
تتوالى مؤشرات تعقيد المشهد السياسي في ليبيا لتنعكس سلبا على امال الليبيين في إنهاء أزمة عصفت بالبلاد ولا تزال منذ إحدى عشرة سنة…
ويبدو أن بريق السلطة والمال ظل سيّد الموقف في صراع لم يهدأ بفعل أجندات حزبية ضيقة وجدت فيها الأطماع الخارجية ضالتها لمزيد تثبيت مصالحها الاقتصادية غير مبالية بمعاناة الليبيين التي طالت أمنهم ومعيشتهم من فقدان الأمان وغلاء فاحش ونقص في السيولة وتهالك المؤسسات الصحية والخدمية.
كان متوقعا في ظل الصراع على السلطة والمال أن ينزلق المشهد نحو العنف مجددا لتطفو لغة السلاح على السطح، في وضع دولي يبدو أنه غير مستعجل لإنهاء الأزمة ما دامت مصالح القوى الدولية في إمدادات النفط والغاز تسير بالشكل الذي يطمئنه.
وما حدث بالأمس من اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ينبأ بأن ليبيا قد تشهد صيفا اخر ساخنا يضاف إلى سنوات سابقة ثقيلة من المعاناة وسط خطاب تحريضي من الأطراف المتصارعة واتهامات متبادلة بالتخوين ملّ منها الشعب الليبي الذي لم يعد يرنو سوى إلى صوت العقل والحكمة وتغليب مصلحة ليبيا ومناعتها فوق كل اعتبار و مصلحة ضيّقة..
فالشعوب هي الباقية والحكام زائلون..
فهل يدرك القائمون على الشأن المحلي أن الموقف الصحيح من التاريخ هو الاستجابة إلى نبض الشارع وتطلعات الشعب إلى الوئام وسلام الشجعان؟