افريقيا: 26-02-2022
وفق ما صرّح به الرئيس الأوكراني، فولودمير زيلينسكي، فقد خلّف الهجوم الروسي على بلاده، 137 قتيلا مدنيا وعسكريا، وأكثر من 316 جريحا، ونتيجة لتصاعد الموقف تباينت المواقف الدولية والافريقية من الانزلاق أكثر في موجة التصعيد بين روسيا وأوكرانيا.
من جهته، حذرّ الاتحاد الإفريقي، ممثّلا في رئيسه ماكي صال، ورئيس مفوضيته موسى فقي محمد، من مخاطر تدهور الأوضاع نحو نزاع عالمي، داعين إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.
من جانبها دعت دولة جنوب إفريقيا إلى الانسحاب الفوري للقوّات الروسية من أوكرانيا، منوّهة أنّه “لا يوجد بلد، سواء أوروبي أو إفريقي، بمنأى عن آثار هذا الصراع”، وفي بيان لحكومة جنوب إفريقيا، حذرت الأخيرة من تداعيات النزاع المسلّح حيث سيتسبب هذا الصراع في معاناة بشرية حقيقة ودمار شامل، ولن تقتصر تداعياته على أوكرانيا فحسب، بل سيتردّد صداها أيضا في جميع أنحاء العالم والدول الإفريقية التي تربطها مصالح مع أوكرانيا”.
في حين، ذهبت كينيا، القوّة الاقتصادية الأهم في شرق إفريقيا والعضو غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أبعد من ذلك في إدانتها للهجوم الروسي على أوكرانيا.
واعتبر سفير نيروبي لدى مجلس الأمن، مارتن كيماني، الهجوم الروسي قد شكّل انتهاكا لسلامة أراضي وسيادة أوكرانيا، قائلا: “لا يزال ميثاق الأمم المتحدة يذبل في ظلّ هجوم قوي من الأقوياء”.
ومن جانبهما، أدانت كلّ من غانا والغابون، الدولتان الإفريقيتان العضوان كذلك في مجلس الأمن الدولي الهجوم، على غرار عدد من بلدان القارة الإفريقية الأخرى.
إلا أنّ هناك من اصطفّ إلى الجانب الروسي، فلم تخف جمهورية إفريقيا الوسطى، التي توجد بها قوات روسية مقاتلة، مساندتها للهجوم الروسي على أوكرانيا.
في حين أيّدت مجموعة من الدول الإفريقية اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانفصال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، من بين هذه الدول؛ إفريقيا الوسطى وزيمبابوي.
مخاوف افريقية من تداعيات الصراع
وفقا لمعطيات سابقة قدّمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة سوتشي الروسية الإفريقية التي انعقدت اكتوبر 2019، فلقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول قارّة إفريقيا الـ 20 مليار دولار، أي حوالي 40% منها تتبادلها موسكو مع القاهرة.
ويتباين حجم التبادل التجاري بين إفريقيا وروسيا، وبينها وأوكرانيا من بلد إفريقي لآخر، فجنوب إفريقيا مثلا يبلغ حجم استثماراتها في روسيا نحو 80 مليار راند جنوب إفريقي، أي حوالي 5 مليارات دولار، مقابل 23 مليار راند حجم استثمارات روسيا بجنوب إفريقيا.
ومن جانبها، تبدي كينيا مخاوفها من التأثر اقتصاديا بالحرب الروسية الأوكرانية، ففي العام 2021 كانت روسيا على قائمة الدول المستوردة للشاي الكيني بقيمة نحو 50 مليون أورو، كما أن نيروبي تستورد معظم حاجاتها من القمح من روسيا وأوكرانيا.
ووفقا لمعطيات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، فتستورد مصر حوالي 90% من القمح من روسيا وأوكرانيا، كما تستورد ليبيا نسبة 43% من استهلاكها الإجمالي من القمح من أوكرانيا.
واليوم، تعتبر روسيا المصدّر العالمي الأول للقمح، إذ بلغ إجمالي صادراتها 18 مليون طن خلال العام 2020، في حين تعتبر أوكرانيا خامس مصدر عالمي للقمح.
وقد تسببت الحرب بين الطرفين في ارتفاع أسعار القمح عالميا، كما أسفرت الأزمة بين الدولتين عن نتائج سلبية على البورصات وسنداتها، وتضررت منها كذلك أسعار النفط عالميّا.